مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

على الرغم من وصف صموئيل للنظام الملكيّ المتّبع آنذاك بالجائر والتعسّفي على الإطلاق، وعلى الرغم من التفاوت الشاسع بين الواجبات الجمّة المفروضة من الملك على الشعب وحقوق هذا الأخير التي لا ذكر لها على الإطلاق، أقلّه في ما يخصّ حمايتهم وصون ممتلكاتهم، وعلى الرغم من إحتكار الملك للشعب دون إستثناء، إذ يأخذ لنفسه أفضل الحقول والكروم والزيتون والخدّام والخادمات والشبّان والحمير ليعطيها لعبيده أو ليستخدمها في أعماله، وعلى الرغم من عدم إهتمامه بالخير العام، بل بمصلحته الشخصيّة دون سواه، لم يمل الشعب أذنه إلى كلّ ما عرضه عليهم صموئيل، بل صلّب قلبه في طلب الملك. فما كان من صموئيل سوى أن ردّد كلامهم على مسامع الربّ، إذ ما زال يقوم بدور الوسيط بين الله وبينهم. عندها نسمع قرار الربّ كما في الآية 1صم 8: 9 ( فاسمع لهم ...)، ولكن هذه المرّة لم يعد بحاجة إلى الإرشاد والتنبيه. وينتهي المشهد بصرف صموئيل للشيوخ، كلّ واحد إلى مدينته.

~ تأمل في النص ~

قبل إختيارهم الملكيّة، كان القضاة يتولّون أمر حكم الشعب، والفرق شاسع بين حُكم القاضي وحُكم الملك، فالأوّل ليس وراثيًا، وبالتالي يبقى المجال مفتوحًا أمام الربّ لاختيار القاضي المناسب ليمثّله أمام الشعب، أمّا في ظلّ الحكم الملكي الوراثي فسيصل ملوك فاسدون إلى الحكم والشعب سيتحمّل العواقب.

~ الفكرة الرئيسة ~

ستشكّل القيود التي سيفرضها الملك، الثمن الباهظ الذي سيدفعه الشعب من أجل تحقيق أمنياته بأن يكون كسائر الأمم. حين كانوا بعد في مصر وكانوا يئنّون من العبوديّة، سمع الربّ صراخهم وخلّصهم، بواسطة موسى، بيد قديرة وذراع مبسوطة. أمّا الآن، وقد اختاروا الملكيّة، فها هم يرمون بأنفسهم مرّة جديدة في شباك العبوديّة، علمًا أنّ الله لن يتدخّل ليخلّصهم من عبوديّة إختياريّة.

~ صلاة ~

يا يسوع المسيح، عندما أتيت إلى عالمنا، بشّرت بملكوت الله الذي لن يكون له نـهاية. أعطنا أن نؤهّل للدخول إلى ملكوتك الذي ليس من هذا العالم، وهبنا أن نحظى بالمكافأة التي أعددتـها للمؤمنين بك والعاملين بحسب أقوالك.

~ قرار اليوم ~