مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

فعلت راعوث تمامًا كما قالت لها حماتها نعمة. واعترف بوعز بأنه الولي، لكنه أشار إلى وجود ولي أقرب. لا نعرف إذا كانت نعمة وراعوث تعرفان به واختارتا بوعز لاعتبارات معينة، أم لم تكونا تعرفان به. يبدو أن بوعز كان كبيرًا في السن. فقد رأى في مبادرة راعوث نحوه، مفضلة إياه على الشبان، ولاءً كبيرًا أظهرته لعائلة نعمة وبالتالي له. أظهر بوعز استعداده لتحمل مسؤوليته كولي في حال تخلّى الولي الأقرب عن مسؤولياته. فطمأنها، وأبقاها حتى الصباح في خيمته، ثم حمّلها شعيرًا وأطلقها إلى حماتها. وحماتها طمأنتها بأن الرجل لن يهدأ حتى يتمم الأمر.

~ تأمل في النص ~

نرى راعوث توفِّق بين احترامها لحماتها ونصائحها واحترامها للتقاليد، ورأت أن مصلحتها تقضي بهذا التوجه. هذا الاحترام نابع من ثقتها بنعمة ومحبتها لها. من المفيد جدًا أن يُصغي الشباب إلى نصائح أهلهم المبنية على الخبرة والمحبة، واحترام التقاليد الاجتماعية عندما لا تعاكس هذه التقاليد خلقية المسيح. موقف بوعز كان موقف المسؤول. أولاً، رأى في مبادرة نعمة وراعوث قيمة أخلاقية كبيرة، فهما تعملان لمصلحة العائلة وليس للمصلحة الشخصية الضيقة. ثانيًا أظهر احترامًا لحق الولي الأقرب، ونبّه راعوث إلى هذا الأمر. ثالثًا أظهر استعداده لتحمّل مسؤولياته كولي في حال تخلى الولي الأقرب عن مسؤولياته. موقف يُشكر بوعز عليه. سنرى أنه سيدفع ثمن هذا الموقف. تحمل المسؤولية فعل محبة ولمبادرة المحبة كلفة.

~ الفكرة الرئيسة ~

ضرورة الإصغاء لمن يحبوننا وعندهم خبرة في الحياة. ضرورة تحمّل مسؤولياتنا تجاه من وضعهم الله في دربنا ودفع الكلفة المتوجبة على ذلك.

~ صلاة ~

إلهي! أشكرك من أجل اللذين يحبونني، أشكرك من أجل خبراتهم، ساعدني لأتواضع وأصغي لنصائحهم. ذكرني دائمًا بمسؤولياتي وساعدني حتى أقوم بها وأدفع الأكلاف المتوجبة.

~ قرار اليوم ~