مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

يُفتتح سفر صموئيل بتقدمة الشخص الذي يحمل إسم الكتاب بأسره. أمّا إذا كانت ظروف ولادته وطفولته تُروى لنا بتفصيل، بحيث يكرّس الكاتب ثلاثة فصول لهذا الأمر، فما هذا سوى دليل على الدور الكبير الذي سيلعبه في تاريخ شعبه، على صعيد تأسيس النظام الملَكيّ.

تُعرّفنا الآية الأولى على ألقانة الذي سيصبح والد صموئيل. يعود بنا هذا التعريف إلى منوح والد شمشون (قض 13: 2) وقيس والد شاول (1صم 9: 1) ويسّى والد داود
(1صم 17: 12). ربّما يودّ الكاتب، من خلال هذه المقارنة بين الآباء الأربعة، أن يصل بنا إلى أولادهم الذين سيلعبون دورًا مهمًّا في تحرير الشعب من السيطرة الفلسطيّة.

من ناحية أخرى، يمكننا أن نضع التفاصيل حول طفولة صموئيل إزاء ما نعلمه عن تفاصيل طفولة موسى، لنستنتج أنّ كِلا الشخصين سيكونان قائدين مميّزين، وربّما لا نظير لهما في التغيير الجذريّ في نظام شعب العهد القديم بأسره.

وبعد ألقانة، نتعرّف في الآية الثانية على زوجتيه اللّتين تدخلان على المسرح: حنّة وفننّة. يلفت انتباهنا أنّ حنّة تُذكَر قبل فنّنة عندما يُعرَّف عنهما كزوجتين، في حين أنّه عندما يأتي الكلام عن إنجاب البنين، ينقلب الترتيب، بحيث تُعطى الأولويّة للمرأة التي أَنجبت. في هذا الإطار، يمكننا أن نبرّر الزواج الثاني لألقانة، بعد أن حُرمت إمرأته الأولى من إنجاب البنين.

على كلّ حال، ليست هذه هي المرّة الأولى التي نشاهد فيها موضوع زواج الآباء من إمرأتين، الواحدة عاقر والأخرى خصبة: فإبراهيم كان له إمرأة، سارة، وأمة، هاجر (تك 16)، ويعقوب كان زوجًا لإمرأتَين ليئة وراحيل (تك 29 – 30).

~ تأمل في النص ~

كانت الفكرة السائدة آنذاك تقوم على أهميّة التوالد، التي هي علامة بركة من الربّ. وفي هذا الإطار نذكر ما ورد في التلمود حيث وجد الربّانيم أنّ على كلّ مؤمن أن يعمل بـما تقتضيه الأوامر الموجودة في كتب الشريعة الخمسة، والتي يبلغ عددها 613 أمرًا. علمًا أنّه بين مجموعة هذه الأوامر، يحظى الأمر الأوّل بأهميّة مميّزة، إذ يورد بركة الله للزوجَين الأوّلين “وباركهُمُ االلهُ، فقالَ لهُم: أُنْمُوا واكثروا وامْلأوا الأرض” (تك 1: 28). فهو بالتالي بمثابة المفتاح الذي يمكّن المؤمن من ممارسة سائر الأوامر الإلهيّة.

~ الفكرة الرئيسة ~

كان العقم من بين الأسباب التي كانت تدعو الى الزواج بأكثر من امرأة.

~ صلاة ~

ساعدني يا ربّ أن أكون خلاّقًا على صورتك، فألدَ لك بنين جسديّين أو روحيّين.

~ قرار اليوم ~