مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

ما ينساه الحصادون وهم يحصدون هو للفقراء، هكذا تعلّم الشريعة (لا 19: 9 – 10). وهكذا ذهبت راعوث لتلتقط وراء الحصادين. أهي صدفة أنها ذهبت إلى حقل بوعز الذي سيتزوجها؟ كلا! بل هو تدبير إلهي. لقد قادها الله إلى الحقل المناسب حيث وقعت على الشخص المناسب الذي أكرمها من أكله وشربه ورزقه. اسم “بوعز” يعني “به عز” أو “أبو العز”. تدبير الله يطال حاضر راعوث ومستقبلها: قوت للحاضر وزوج للمستقبل. إعتبرت نعمه هذا التدبير الإلهي رحمة إلهية طالتها وراعوث (الأحياء) وابنها زوج راعوث (الأموات) الذي سيسعد في مثواه إذا علم أن زوجته وأمه وجدا نعمة عند بوعز. أرملتان لا حول ولا قوة لهما. الله، ولي اليتامى والأرامل، هو السند المرجو والمتَّكَل.

~ تأمل في النص ~

الإنسان في السعي، والله في التدبير. عملت راعوث كل ما بوسعها لتعيل نفسها وحماتها، وبارك الله سعيها وقاد خطواتها. رحمة الله لا تتركنا حتى وإن أخطأنا إليه. لا يعاملنا الله بعملنا، خاصة عندما نتوب إليه. يغفر لنا، ويقودنا ويرعانا. لا يتركنا أبدًا. يعرف ضعفنا ويشفي أمراضنا الروحية. هو يُرشدنا إلى الأشخاص الصالحين الموكلين على توزيع رحمته ومحبته. الله يعمل إرادته في حياتنا من خلال الأشخاص الذين يضعهم في دربنا ويوزع علينا رحمته ومحبته بواسطة أولاده الأتقياء. يستخدم أناسًا لمساعدتنا ويستخدمنا نحن لمساعدة أناس آخرين. أبناء وبنات الله يخدمون بعضهم بعضًا بتوكيل من الله. لذلك، كما أتلقى رعاية الله من خلال أولاده، أضع نفسي بتصرف الله ليرعى آخرين من خلالي.

~ الفكرة الرئيسة ~

الإنسان يعمل كل ما بوسعه والله يقود خطواته إلى الأمكنة المناسبة والأشخاص المناسبين والأوضاع المناسبة.

~ صلاة ~

إلهي! ها أنا أسعى وأجتهد في عملي وحل مشاكلي الحياتية، لكني أتكل عليك لكي تكمّل مسعاي وترشدني في طريقي.

~ قرار اليوم ~