مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

ينتهي خبر أهود في قض 3: 30، ثم يأتي خبر شمجر باقتضاب، وينتهي معه الفصل، ثم يبدأ الفصل التالي مع خبر دبورة وباراق من حيث انتهى خبر القاضي إهود. يبدو أن الخبر مقحم هنا، ما يدعم هذا هو أن الخبر جاء، في بعض المخطوطات، بعد خبر شمشون (نهاية قض 16). يذكر سفر القضاة شخصًا بنفس الإسم، شمجر بن عنات، في سياق نشيد دبورة حيث يقول الكاتب: “في أيّامِ شَمجَرَبنِ عَناتَ، وفي أيّامِ ياعيلَخَطِرَةً كانَتِ المَسالِكُ، فحادَ عنها العابرون َإلى ما هوَ أكثرُ أمْنا. أقفرَتِ الأرضُ، ومِنْ بَني إِسرائيلَ خَلَت، حتّى قُمتُ أنا دَبورَةُ” (قض 5: 6 – 7). يوجد من يقول أن الشخص هو نفسه، ومن يقول إننا أمام شخصين مختلفين، وهذا الأرجح، لأن الأول مخلِّص إسرائيل والثاني مخرّب. “عنات” اسم إله كنعاني. مهما يكن، أراد الكاتب، في هذه القصة المضخمة أن يُري عمل الله العظيم لخلاص بني إسرائيل من الظلم، من خلال رجل عادي – اسمه يدل على أنه كان يعبد الإله الكنعاني عنات – وبأدوات وضيعة: منساس البقر.

~ تأمل في النص ~

المشهد يتكرر في معظم قصص الكتاب المقدس: عمل عظيم ينجزه شخص عادي بأدوات وضيعة. يطلب الله لعمله أناسًا عاديين، لكنهم مطيعون، وقد وضعوا أنفسهم بتصرفه بإخلاص وثقة. إذا توفر التواضع والطاعة والإخلاص لله في شخص ما، فانتظروا أن يصنع الله العجائب من خلال هذا الشخص. حتى وإن لم تتوافر الإمكانيات المادية. لا يجب أن نفهم أن الذين يستخدمهم الله صاروا منزَّهين عن الخطأ والخطيئة، هم سيستمرون في السقوط والنهوض، والله سيستخدمهم في ضعفهم. هذا لا يعني أن الله لا يستخدم المتعلمين والأذكياء، نعم يستخدمهم إذا توفر فيهم التواضع والطاعة والإخلاص للرب. الله يبحث عن رجال ونساء مكرسين له لكي يعمل، بهم ومن خلالهم، الأعمال العظيمة. دعا الله بطرس صياد السمك وبولس المعلم الكبير، لكن كلاهما تحلَّيا بالتواضع والطاعة والإخلاص للرب، فصارا مدماكين قويين في بناء الكنيسة. ونستطيع أن نذكر مئات الأسماء من القديسين الذين استخدمهم الله في العالم. المؤمنون المكرَّسون هم أدوات الله في هذا العالم، وبهم يعمل عمله ويغيّر وجه المجتمع.

~ الفكرة الرئيسة ~

الله يدعو أناسًا عاديين، يملكون إمكانيات محدودة، لكن تتوفر فيهم النية الحسنة والطاعة والإخلاص له، لكي يعمل بهم ومن خلالهم المعجزات في العالم.

~ صلاة ~

إلهي! أهديك نفسي، إمكانياتي البسيطة، مع حماسي ورغبتي لخدمتك، ومع طاعتي وإخلاصي لك، فاعمل فيّ ومن خلالي عملك في المحيط الذي أعيش فيه.

~ قرار اليوم ~