مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

وقع بنو إسرائيل من جديد تحت ظلم المديانيين بسبب تركهم الربّ وذهابهم وراء الأوثان، وصرخوا إلى الله لكي يخلّصهم (قض 6: 1 – 10). رأى الله أن جدعون، من قبيلة يسَّى، هو المخلص العتيد، فدعاه لهذه المهمة. بينما كان جدعون يدوس سنابل الحنطة في مكان خفي، تراءى له ملاك الربّ، بهيئة رجل عادي، وناداه “الربّ معك أيها الجبّار”، ثم دعاه ليذهب ويخلّص بني إسرائيل. إستغرب جدعون من هذه المناداة – فلا يبدو أن “الربّ معه” ومع شعبه – ومن هذا الوصف – فهو الولد الأصغر في عائلته (ليس له امتيازات البكر) ومن قبيلة هي الأضعف في إسرائيل – محاولاً أن يستعفي. لكن الله أكّد له بأنه سيكون معه، وسيواجه مديان بكل سهولة.

~ تأمل في النص ~

يدعونا الله لإنجاز مهمة ما فنجد المهمة شبه مستحيلة نظرًا لحجم المهمة الكبير، ومقارنة بقوتنا المحدودة وإمكاناتنا الضعيفة. ولهذه الأسباب، نشعر بعدم الأهلية ونحاول أن نستعفي. طبعًا إذا اتكلنا على قوتنا الذاتية، فالعيش بالأخلاق والقِيَم المسيحية، في عالم كل ما فيه معاكس تمامًا لهذه الاخلاق، شبه مستحيل. طبعًا يعرف الله هذا الأمر! لذلك، كل دعوة يُرفقها بوعد: “سأكون معك...” إن وعد الله هذا وثقتنا به يغيّران المعادلة كلّها. الشعور بالضعف وعدم الإستحقاق شعور في مكانه، لكن “وثبة الإيمان” بحضور الله معنا تدفعنا لقبول المهمة، والتجند لها والالتزام بها حتى النهاية. وستكون قوة الله هي العاملة فينا.

~ الفكرة الرئيسة ~

نشعر بالضعف وعدم الإستحقاق أمام دعوة الله لنا، لكن ما يغيّر المعادلة هو أن دعوة الله تأتي دائمًا مرفقة بوعده بأنه معنا.

~ صلاة ~

إلهي! الباب ضيّق، والطريق وعر وطويل، وأنا ضعيف وإمكاناتي محدودة، فأعِنّي وكُن معي لكي أسير كل الطريق بأمانة وإخلاص.

~ قرار اليوم ~