مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

خطيئة بني إسرائيل الكبرى هي الوثنية. غضب الربّ هو حزنه على أحبائه وما سببوه لأنفسهم من شقاء بابتعادهم عنه. الله لا يبيع شعبه إلى الظالمين، بل هم يبيعون أنفسهم بعملهم الشر. وعلى الرغم من ذلك، يصرخون إلى الربّ وهو يرسل لهم مخلصًا. المخلص هو “القاضي” عثنيئيل، والقاضي بمفهوم تلك الأيام هو الحاكم بأمر الله المنوطة به كل السلطات وقيادة الجيش. “حل روح الربّ عليه” جملة يُراد بها القول إن ما يقوم به هذا القاضي إنما هو بإرشاد الله وقوته وبتكليف منه. كالب هو أحد الذين دخلوا أرض الموعد من الذين خرجوا من مصر، والآخر هو يشوع. أدوم هي منطقة مادابا في الأردن اليوم. عثنيئيلُ بقوة الربّ تحرّكَ وقاد الحرب، لكن الربّ هو من سلّم ملك أدوم ليديه، كلام يُراد به أن النصر من عند الله. عندما يعم السلام والعدالة “تستريح” الأرض؛ وتتعب عندما يسود الظلم وتعم الجريمة. أربعين سنة جيل كامل بمفهوم تلك الأيام. أدى عثنيئيل المهمة ومات قرير العينين.

~ تأمل في النص ~

عندما نخون عهد الربّ نُحزن قلبه ونسبب الأذى لأنفسنا. وعلى الرغم من ذلك، نصرخ إليه ليخلِّصنا، وهو لا يخذلنا، فيُرسل لنا مخلصًا. هذه الحركات الثلاث (نخون، نصرخ، يُخلِّص) تُلخِّص علاقة الإنسان بالله. ومهما كانت خيانتنا كبيرة، ومهما تكررت الخيانة، فإذا قصدنا الله بتوبة حقيقية الله يستجيب لنا ولا يتركنا. ألم يتصرف هكذا يسوع مع تلاميذه الذين أنكروه وتركوه عند الصليب؟ من يتحرك بروح الله مصيره الانتصار لأن روح الله يُرشده ويمده بالقوة. بالسلام والعدالة تستريح الأرض، وبالظلم والجريمة تتعب. الأرض عطية الله للإنسان لكي يعيش عليها ويأكل منها، وعلى هذا الأخير صونها والاهتمام بها. كم هو جميل أن يموت الإنسان بعد أن يكون قد أدى قسطه من العمل الجاد وخدمة الآخرين.

~ الفكرة الرئيسة ~

عندما نبتعد عن الله، ونخالف مبادئه نسبب لأنفسنا متاعب جمة ونُحزن قلبه لكن ما إن نستنجد به حتى يهب لنجدتنا.

~ صلاة ~

إلهي! ساعدني حتى أبقى قريبًا منك، أعيش مبادئك السامية، فأوفر على نفسي العناء وأفرح قلبك.

~ قرار اليوم ~