مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

ينتهي إنجيل لوقا بخبر صعود يسوع إلى السماء الذي يتمّ في أول أيام الأسبوع، وفي ختام أحداث يوم الفصح هذا، ليبدأ سفر “أعمال الرسل” الجزء الثاني من كتابه بحدث الصعود. هذا الحدث يتمّ بحسب لوقا الإنجيلي، بعد مدة “الأربعين يومًا” التي “تراءى” الربّ فيها للرسل. يختصر لوقا إذًا ظهورات الأربعين يومًا في يوم واحد دون أن يذكر الترائيات في الجليل.

فهل تمّت الترائيات كلها في يوم واحد، أم خلال أربعين يومًا؟

اجتهد العلماء كثيرًا في تفسير ذلك، وأعطوا إجابات متعدّدة لهذا السؤال. لكن الأكيد هو أن القديس لوقا لا يهتم إلاّ بالمعنى اللاهوتي للأحداث. فمن خلال جمعه بين القيامة والصعود، يؤكد بأن الحدثين هما صورتان لحقيقة واحدة هي انتصار الربّ على الموت. هذا اليوم “الأحد” هو يوم لا ينتهي، فيما يرمز الأربعون يومًا التي يعلّم فيها الربّ رسله، إلى الأربعين سنة التي قضاها شعب إسرائيل في الصحراء: إنها أيام التربية الضروريّة لولادة الكنيسة، شعب الله الجديد.

يقدّم القديس لوقا صعود يسوع باختصار كلّي. فالمقصود هو إظهار يسوع في ملء مجده، منذ اللحظة الأولى لانتصاره على الموت. وآخر ما يقوم به يسوع هو مباركة تلاميذه. إنه عمل الكاهن الذي يتمم ذبيحته ويشارك في نِعمها من اقتسموها، وهو ما لم يستطع زكريا أن يقوم به من بداية الإنجيل.

~ تأمل في النص ~

وصعد يسوع نحو السماء ليتم الوعد. لكن المهم هو كيف فهمه التلاميذ وكيف علينا أن نفهمه: بفرح عظيم.

وكما بدأ القديس لوقا إنجيله في الهيكل من خلال صلاة رجاء العهد القديم، ينهيه في هذا المكان المقدس من خلال عبادة الله وفرح الخلاص. لقد تحوّل الهيكل “في كل حين” إلى مكان لقاء الجماعة في أوقات الصلاة،لكن الهيكل الحق هو في قلوبنا حيث مسكن الروح، وحيث تتمّ الليتورجية الإلهية التي لا نهاية لها. أخذ الناس المؤمنين الفرحين المباركين للرب مكان زكريا الكاهن غير المؤمن والأخرس.

~ الفكرة الرئيسة ~

المطلوب من كل تلميذ وتلميذة أن يفتحوا عيونهم وأذهانهم لمعرفة الربّ ولمباركته بفرح الخلاص.

~ صلاة ~

يا من باركنا ويباركنا كل يوم، إجعل في حياتنا فرح القيامة متجدّدًا، وحماس البشارة مشتعلاً، والصلة بك أساس صلاتنا والإيمان. لتكن يا رب عيوننا شاخصة الى سرّ قيامتك كل يوم، فنكمل مسيرتنا على الأرض بفرح الاستعداد للقائك في سمائك. لك المجد الى الأبد. آمين.

~ قرار اليوم ~