مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

يتميّز لوقا عن مرقس ومتّى، اللذين لا يعطيان تفاصيل هذه المسيرة، فيصف مواقف مختلف الناس المشاركين في الموكب. يُقدّم أولاً “الماضين به” دون أن يسمّي الجنود الرومانيّين، كما يفعل مرقس ومتّى؛ ثم سمعان القيرواني، الذي “يتبع” يسوع رغمًا عنه، وقد وجد نفسه مشتركًا في حدث يتخطّاه. حمل سمعان “الصليب خلف يسوع” المنهار جسديًا دون أن يدري أنّ ذلك هو شرط التلمذة؛ وهناك أيضًا “جمهور كبير من الشعب” الذي قاد يسوع إلى بيلاطس وقد أسلمه هذا الأخير إلى مشيئتهم فساروا به عبر الشوارع ليراه الناس ويتّعظوا؛ و”نساء أورشليم” السائرات مع الشعب، ينحن كعادة النساء الشرقيات في الأحزان وقد عرفن الظلم الذي لحق بيسوع. إن الطلب من “بنات اورشليم” البكاء على ما ينتظرهنّ هو طلب لتوبتهنّ كشعب أورشليم بشكل عام وليس كنساء فقط. فــ ”ابنة صهيون” أو “ابنة أورشليم” ما هي في الكتاب المقدّس إلاّ رمزٌ لسكان أورشليم أو لأورشليم عينها.

~ تأمل في النص ~

ينهي يسوع حياته كنبيّ، فيموت موت الأنبياء الذين رفضهم شعبهم في المدينة قاتلة الأنبياء. فموته هو إذًا حكم على أورشليم، ونهاية لعدم أمانتها للرب وتمرّدها عليه، وقد أوضح يسوع قوله بكلام نبوي رؤيوي “هوذا تأتي أيام”، المسؤول عن تحقيقه في المستقبل هو الله. دون أن نعرف ما هو الويل المنتظر، يفهم القراء فداحته من خلال ما يعيشه الناس: فإن كانت العواقر يُعتبرن في الأوقات العادية نساءً ممتحنات مسكينات وحزينات، فإنهنّ يتحوّلن في تلك الأزمنة إلى مغبوطات يحسدهنّ الناس لأنهنّ لن يعشن مأساة النظر إلى ما سيحصل لأولادهنّ من كوارث، ولن يتسبّبن لفلذاتهنّ بمصير مروّع. من الواضح أنّ في هذا الأمر إشارة إلى سقوط أورشليم. في حالات كهذه يبدو الموت، ولو عنيفًا، أرحم من الآلام المنتظرة أمام مستقبل ينهار بكل ما فيه!

ينهي لوقا هذا النصّ الرؤيوي بمثل شعبي يصوِّر مصير كلّ المذنبين الذين تركوا إرادة الربّ، وتبعوا أفكارهم الشريرة وتعاملوا مع رؤساء “هذا العالم” ضد أنبياء الله. فإن كان هؤلاء الرؤساء، يهودًا أو رومانيّين، قد نكّلوا بالبريء الذي أراد خلاصهم فكيف سيعاملون المذنبين؟

~ الفكرة الرئيسة ~

نحمل صليبًا برفقة يسوع.

~ صلاة ~

قلت لمن أراد أن يتبعك: “احمل صليبك واتبعني”. نريد أن نحمل صليبنا ونسير وراءك يا رب، لكن الصليب مؤلم وطريق الجلجلة صعب. إجعلنا يا ربنا أن نثق بأننا نحمل صليبك لا صليبنا، كما فعل سمعان القيرواني، فتكون آلامنا درب القيامة. آمين.

~ قرار اليوم ~