مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

مَثَل يسوع مرّة ثانية أمام بيلاطس، ومرّة ثانية لم يجد هذا الأخير جرمًا عليه. ولأنّ السلطة اليهوديّة هي من طلبت مثول يسوع أمام بيلاطس، يدعوها الأخير إلى الحضور، فيبدو يسوع متروكًا من الجميع حتى من الشعب. لكنّ الاتهامات تشدّدت وقد أتت هذه المرّة من قبل “رؤساء الكهنة والزعماء والشعب”. حاول بيلاطس إيجاد مخرج آخر، فدعا الشعب، الذي كان دائمًا إلى جانب يسوع ضدّ أعضاء المجلس، فأعاد أمامهم اتهام رؤساء الكهنة ليسوع بأنه يضلّل الشعب، وعرض أمامهم استنتاج هيرودس الذي أكّد أنّه “ما ارتكب شيئًا مما تتهمونه به”، معلنًا بذلك اتّفاق هيرودس معه حول براءة يسوع، وأنّه من غير الممكن إنزال عقوبة الموت به، بل يمكن جَلْده كعقوبة كبرى. وإمعانًا في محاولته لجذب الشعب إلى جانبه، نسمع بيلاطس يقول “أنا أؤدّبه وأطلقه”.فعلا صياحهم وتعاظمت مطالبتهم بصلبه. ثمّ حاول بيلاطس طريقة أخرى تخلّص يسوع من أيدي رؤساء الشعب، فعرض عليهم الاختيار بين يسوع وبين باراباس المجرم الخطير، فاختاروا باراباس.

~ تأمل في النص ~

إنتهى مشهد باراباس بالصراخ، تمامًا كما بدأ، وكأنّ الجموع ربحت معركتها بصراخها وليس بالحق. صدر القرار معاكسًا للمنطق وللعدل وللقانون. فأُطلق من يشكّل خطرًا حقيقيًّا على السلطة الرومانيّة وحُكم على من نادى طيلة حياته بعدم العنف. لا يحتوي النصّ حكمًا بالموت أصدره بيلاطس، فالرؤساء اليهود هم أوّل من تكلّم عن الصلب ويكتفي القديس لوقا بالإشارة إلى أن بيلاطس “أسلم يسوع إلى مشيئتهم”.

الكنيسة هي على مثال ربها، لا تطمح إلى ملك أرضي ولا إلى إثارة فتنة ما، فليس على السلطة الرومانية أن تخشى شيئًا من المسيحيين، وليس لها عذر في اضطهادهم.

~ الفكرة الرئيسة ~

أسلم الناس يسوع للموت فتسلّموا منه الحياة.

~ صلاة ~

كل يوم نشهد ما تحقّقه وسائل الاتصال الاجتماعي وما يفرضه عالم الإعلام من انتصار للباطل على الحق، صراخ يعلو من كل مكان يقلب المعادلات، ويُظهر الأسود أبيضًا فيدافع عنه، ويُظهِر أحقّيته... ويحكم على الحقيقة بالموت! نتألم كما مريم أمك، وعلى مثال تلاميذك الذين لم يفهموا “كيف يكون هذا؟”، ونصرخ إليك اليوم: وحدك القادر على إحلال الحق. بك نثق يا ربنا، فارحم أرضنا. آمين.

~ قرار اليوم ~