مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

انشقّ النهار من وسطه، انشقّ أيضًا “حجاب الهيكل من وسطه”. “صرخ يسوع صرخة قوية”. هي صرخة صلاة يوجّهها إلى الآب، وقد استلّها من المزمور 31: 6 الذي كان قسمًا من صلاة المساء اليهودية التي تحين عند الثالثة من بعد الظهر. “وأسلم يسوع الروح” لأبيه، فلم يعد تحت الصليب من وجود إلاّ للإيمان والاحترام. بعد هيرودس وبيلاطس، أعلن قائد الحرس براءة يسوع، وانفتحت عيون كلّ الذين أتوا ليحضروا المشهد ففهموا أن بارًا قد قُتل. كان المحكوم بالموت عند الرومان يفقد الحق بالدفن. فلا يوارى جسده. أمّا الشريعة اليهودية، فلم تكن تقبل بترك المصلوب على الخشبة في أثناء الليل؛ فسمحت بدفن المصلوبين في أرض معزولة، لئلا ينجّسوا الأموات الأتقياء. هنا يأتي دور يوسف الرامي. وكان عضوًا في مجلس اليهود، يعلن لوقا انه “تقي صالح”. أظهر يوسف شجاعة كبرى في طلبه جسد يسوع من بيلاطس، في وقت كان فيه الشرع الروماني يفرض عدم دفن من نُفِّذ فيه حكم روماني إلاّ بإذن واضح وصريح من السّلطات الرومانية، وفي تحمّله مسؤوليّة تكفينه ودفنه.

~ تأمل في النص ~

زمن التكفير بواسطة الذبائح انتهى بموت يسوع لأن يسوع تمّم بموته الخلاص والغفران. انتهى زمن الفصل بين الشعوب ولم يعد من لزوم لحجاب يفصل بين الله والناس، ولا بين الناس بعضهم مع بعض.

آخر كلمات يسوع هي للآب، كما كانت أولى كلماته عنه (لو 2: 49). في أوقات مجده، كما في وقت موته نرى يسوع يصلّي: في أثناء عماده؛ وعند تجلّيه. وها هو يصلّي صلاته المسائية بصوت عالٍ مع كل شعبه، كما كان يفعل طيلة حياته، وكما في بستان الزيتون. وصارت الجموع كلّها في صفّ المحبّين تعلن حزنها وتعبّر عن توبتها بحزن قلوبها.

~ الفكرة الرئيسة ~

تمّ قول إشعيا النبي “جُعل مع الأشرار قبره، ومع غنيّ عند موته”.

~ صلاة ~

ربي يسوع، يا من عشت حياتنا بأفراحها وأحزانها، وعشت آلامنا حتى الموت، لا زالت أحزاننا تتكاثر، وآلام الموت الذي نعاني منه يكبر كل يوم. في قبرك ندفن اليوم أوجاعنا وأوجاع العالم أجمع، على رجاء القيامة من كل يأس وموت. آمين

~ قرار اليوم ~