مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

ذهاب المجدليّة إلى بطرس والتلميذ الآخر(يوحنّا20: 2)

~النص البيبلي~

2فأقبَلت مَريَمُ المجدليّة مُسرِعَةً إلى سِمعانَ بُطرُسَ والتِّلميذِ الآخرِ الذي أحَبَّهُ يَسوعُ، وقالَت لهُما: “أخذوا الرَّبَّ مِنَ القَبرِ، ولا نَعرِفُ أينَ وَضَعوهُ”.

~شرح النص~

بعدما رأت المجدليّة الحجر مرفوعًا عن القبر(يوحنّا20: 1)توجّهت إلى بطرس والتلميذ الآخر الحبيب.إنّ هذين التلميذين يلعبان دورًا مهمًّا في إنجيل يوحنّا، فيُذكران مع بعضهما هنا، أثناء العشاء الأخير(13: 23–25)وفي الصيد العجائبي(21: 7)وبعد الغداء(21: 20)، وهذا يدلّ على قُربهما من بعضهما ومن يسوع.

مَن هو بطرس؟ لبطرس مكانةٌ رفيعة في جماعة التلاميذ.ففي إنجيل يوحنّا نعرف دعوته(1: 42)، إعلان إيمانه بيسوع(6: 68)، عدم تقبّله المبدأيّ لغسل رجليه من قِبَل المعلّم(13: 9)، رغبته في معرفة مَن يُسلم يسوع وإلى أين يذهب يسوع(13: 24و36)، قطع أذن ملخس(18: 10)، ونكرانه ليسوع(18: 25).

مَن هو التلميذ الآخر الحبيب؟ يظهر فقط في كتاب المجد في إنجيل يوحنّا(يوحنّا13–20)، ولأول مرة أثناء العشاء الأخير حين أسند رأسه على صدر يسوع(13: 25).ثم على الصليب مع أمّ يسوع(19: 26).رأى وشهد على طعن يسوع بالحربة(19: 35).لأوّل مرة، يوم القيامة، يُقال إنّه الذي“أحبّه يسوع” (20: 2)، ذهب إلى القبر الفارغ مع بطرس(20: 3)، ونراه في الفصل21في الصيد العجيب عند ترائي يسوع على البحيرة.يقدّر الباحثون أنّه كان من تلامذة المعمدان وأنّه هو الـمُـشار إليه في دعوة التلميذَين الأوّلَين مع أندراوس(يوحنّا1: 35–42).لقبُه أنّه التلميذ الحبيب والشاهد على كلّ هذه الأمور(يوحنّا21: 20–24).

لم تذهب المجدليّة إلى التلميذَين لتبشّرهما بالقيامة، إنّما لإعلامهما باختفاء جسد يسوع.إنّ هذا الاختفاء جعلها تستنتج أنّه سُرق، وهذا يلاقي ما يرويه الإنجيليّ متى حول هذه الفكرة(متى27: 62–66؛28: 11–15).أمّا صيغة الجمع المتكلّم في“لا نعرف”فتوحي أنّ المجدليّة قد لا تكون وحدها في ذهابها إلى القبر، وهذا ما يخبره الإنجيليّون الآخرون(متى28: 1؛ مرقس16: 1؛ لوقا24: 1).

~تأمل في النص~

تعتقد مريم المجدليّة، حتى الآن، أنّ يسوع ميتٌ وبطريقة نهائيّة.إنّ ذهابها إلى التلميذين يجعل من خبرتها تتبلور وتتعمّق، لأنّ الكنيسة – في شخص التلميذين – تساعد على فهم سرّ المسيح.كم من شكوك نعيشها في إيماننا قد تضمحلّ بواسطة الإرشاد والإصغاء إلى رجالات الكنيسة.أخطر ما في الإنسان أن ينعزل في أفكاره فلا يشارك فيها مع الأخوة في الكنيسة.

~الفكرة الرئيسة~

ذهبت المجدليّة إلى مرجعيّة التلاميذ كي تفهم ما جرى للمسيح،ولتُخبر عن اختفاء الجسد.

~صلاة~

ساعدني يا رب لأخرج من ذاتي ولأبادر بالذهاب إلى الكنيسة، لتبديد شكوكي.آمين.

~قرار اليوم~