YouVersion Logo
Search Icon

مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالث

DAY 335 OF 365

كانون الأول/ديسمبر

مقدّمة عامّة:خدمة الـمُقام من بين الأموات(يوحنّا20–21)

اخترنا لشهر كانون الأول/ديسمبر موضوع“خدمة الـمُقام من بين الأموات” (يوحنّا20–21)وعنينا به التأمّل بالفصلَين20و21من إنجيل يوحنّا، اللذين يتحدّثان عن القيامة والظهورات.

كافّة الأناجيل تتحدّث عن القبر الفارغ وعن بعض الظهورات للمسيح القائم، وجميعها تروي حدث القيامة بصيغة الماضي المكتمل في المجهول(passifaoriste) “أُقيم”–لذلك استعملنا كلمة“الـمُقام”في العنوان– ولا تصف أبدًا هذا الحدث بصيغة الحاضر(présent)ولا بصيغة الماضي الطويل(imparfait).

أمّا ميزة إنجيل يوحنّا فتكمن بتخصيصه فصلين للقيامة وليس فصلاً واحدًا كباقي الأناجيل، في مكانَين مختلفَين:أورشليم(يوحنّا20)وبحيرة طبريّة(يوحنّا21)؛ ولكلّ فصلٍ خاتمته المستقلّة.المشاهد الخاصة بيوحنّا هي:ذهاب التلميذ الحبيب إلى القبر برفقة بطرس(20: 3–10)، الظهور على مريم المجدليّة منفردةً(20: 11–18)، إعطاء الروح القدس للتلاميذ في ظهوره الأوّل عليهم(20: 22–23)، ترائي يسوع بعد ثمانية أيّام للتلاميذ ولتوما(20: 26–29)، ظهور ثالث ليسوع على بحيرة طبريّة(21: 1–14)، جعل بطرس راعيًا للخراف(21: 15–17)، والانباء عن استشهاد بطرس وعن مصير التلميذ الحبيب(21: 18–23).

تشكّل القيامة، في المنظار اليوحنّوي، مع الآلام والموت، حدثًا خلاصيًّا واحدًا، هو خاتمة موضوعَي الساعة والمجد، وعنوان الكشف الأساسيّ لحبّ الله للبشر، من خلال ذبيحة الابن الوحيد وقيامته.

الخوري د.ميشال صقر

مجيء المجدليّة إلى القبر(يوحنّا20: 1)

~النص البيبلي~

20ويومَ الأحَدِ جاءَت مَريَمُ المجدليّة إلى القَبرِ باكرًا، وكانَ ظلامٌ بَعدُ، فرَأتِ الحجَرَ مَرفوعًا عَن القبرِ.

~شرح النص~

يحدّد يوحنّا زمان ذهاب مريم المجدليّة أثناء الظلام الذي كان لا يزال مخيَّمًا.إنّنا في بداية خلقٍ جديد، تمامًا كما بدأ يوحنّا إنجيله مستذكرًا سفر التكوين(يوحنّا1: 1).بعد الظلام يأتي النور.ليس التناقض ظلام–نور بجديد عند يوحنّا؛ فقد أخبر هذا الإنجيليّ أنّ نيقوديموس ذهب أثناء الليل والظلمة إلى نور المسيح(يوحنّا3: 2)، وقد وضع على لسان يسوع الإعلان الواضح:أنا نور العالم(يوحنّا8: 12)، أمّا يهوذا الاسخريوطيّ فقد خرج من نور العشاء الأخير وذهب إلى“الليل” (يوحنّا13: 30).وهنا(يوحنّا20: 1)، قد يوحي الإنجيليّ أنّ فجر ذلك اليوم، فيما كان الظلام يسيطر رمزيًا على التلاميذ وعلى العالم، بسبب غياب يسوع، بدأ نور القيامة ينكشف رويدًا رويدًا للجميع.

مَن هي مريم المجدليّة؟ يعرّف عنها لوقا قائلاً إنّها مريم“المعروفة بالمجدليّة، وكان قد خرج منها سبعة شياطين” (لوقا8: 2).إنّ كلمة“المجدل”هي كلمة آراميّة بمعنى البرج والقلعة والمكان العالي المشرف، تقع على شاطئ بحيرة طبريّة.لقد تحرّرت مريم من كثرة شياطينها وأمراضها، ساعدت يسوع بمالها(لوقا8: 3)، وتبعَـتْه مع سائر النساء على الطريق من الجليل إلى أورشليم.

يُخبر عنها إنجيل يوحنّا أنّها كانت عند أقدام الصليب(يوحنّا19: 25)وأنّها جاءت يوم القيامة إلى القبر(يوحنّا20: 1).أمّا أن تكون هي المــُـشار إليها في قصّة المرأة الزانية(يوحنّا8: 1–11)أو دهن يسوع بالطيب(يوحنّا12: 3)فهذا أمرٌ غير مؤكَّد.لكن، من الواضح أنّها أتت إلى القبر، في إنجيل يوحنّا، لا بهدف تطييب جسد يسوع الميت، لأنّ نيقوديموس ويوسف الرامي قاما بتلك المهمّة(يوحنّا19: 40)، إنّما أتت بشوقٍ من أجل رؤية الحبيب، كما يقول المزمور: “إنّ ترقُّبَ نفسي للرب هو أشدّ من ترقُّب الرقباء للصبح والساهرين للفجر” (مزمور130: 6).

إنّ رؤيتها للحجر المرفوع عن القبر لم يكن مدعاةً لمعرفتها بالقيامة؛ فعل“رأى”بعد الظلام الحالك يشير أنّ مريم بدأت تترك ظلمات حياتها، لكن، عليها أن تقوم بخطوات أخرى كي تصل إلى النور الحقيقيّ في اختبار القيامة.

~تأمل في النص~

لقد أحبّت المجدليّة يسوع في حياته وفي مماته.بعد استراحة السبت أتت بشوقٍ لرؤية جسده في القبر؛ تفاجأت بالحجر المرفوع، لكنّها لم تفهم بعد أنّه قام.إنّ العبور من الظلمة إلى النور يستغرق وقتًا، قد يكون مختصَرًا، إذا تلهّبت المشاعرُ بالأشواق والحبّ.

~الفكرة الرئيسة~

تنتقل المجدليّة من الظلمة إلى النور تدريجيًّا؛إنّ الشوق للقيا الحبيب يسرّع في اختبار القيامة.

~صلاة~

أريد يا رب أن أتحرّر من ظلمتي.ساعدني لأرى نور قيامتك.لقد أحاطت بي حبائل الشكّ والخطيئة، فخلّصْني، ومُدَّني بحقيقة الإيمان، فأعيش في الرجاء والمحبّة.آمين.

~قرار اليوم~

Scripture

About this Plan

مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالث

هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.

More