مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

تشرين الثاني/نوفمبر

مقدمّة عامّة:يسوع فصحنا(يوحنّا18–19)

قد تكون رواية الآلام في العهد الجديد بين المشاهد النادرة التي تُذكر في كل الأناجيل، الإزائية منها، متى ومرقس ولوقا، والإنجيل الرابع، إنجيل يوحنّا.فهي إلى جانب مشهد القيامة تشكّل الرواية المحورية التي يرتكز إليها كلّ كاتبٍ للأناجيل الأربعة.

ولكن بالرغم من هذا التوافق تختلف كلّ رواية للآلام في كلّ إنجيل لتعبّر هذه الإختلافات عن لاهوت الكاتب والحاجة الكنسية للقارئ.

في الإنجيل الرابع، يسوع هو المبادِر والعارف لكلّ شيء خاصّةً في مرحلة آلامه وموته، وهو المتمّم للآيات الكتابية، وهو الحمل الفصحي الذي يختم بدمه العهد بين الله والإنسان وبذلك يصبح الحمل الفصحي، حمل العهد الجديد.

لذلك سنعالج في هذا الشهر كلّ هذه المفاهيم في رواية الآلام بحسب إنجيل يوحنا، على أن نغوص في التفاصيل في الشرح اليومي.

الشدياق جو عيد

بستان البداية(يوحنّا18: 1)

~النص البيبلي~

18قالَ يَسوعُ هذا الكلامَ وخرَجَ معَ تلاميذِهِ، فعبَرَ وادي قَدْرونَ وكانَ هُناكَ بُستانٌ، فدَخَلَهُ هوَ وتلاميذُهُ.

~شرح النص~

خرج يسوع مع تلاميذه من العشاء بعد أن غسل أرجلهم وألقى الخطابات الوداعية الطويلة في إنجيل يوحنا.خرجوا إلى بستان، نجده في الأناجيل الإزائية مسمّى بالجتسماني وأصل كلمة جثسيماني آرامي معناه معصرة الزيت، وهي مكان يصفه متى ومرقس بأنه كان ضيعة أي مكانًا محاطًا بسياج(متى26: 36، مرقس14:32)ويقول عنه يوحنا أنه بستان(يوحنا18: 1)، ويكتفي لوقا بوصفه بالمكان(لوقا22: 39).

أما وادي قدرون، والذي قد يكون معنى الإسم بالعبراني الوادي الأسود، فقد اشتهر في الكتاب المقدس بالحوادث التالية:فيه أُحرقت تماثيل معكة(1ملوك15: 13)وطُرحت جميع أدوات العبادة التي تَنجَّس بها الهيكل(2ملوك23: 4و6و12و2أخبار الأيام29: 16).وقد عبر داود هذا الوادي عندما هرب من وجه أبشالوم(2صموئيل15: 23و30).

سيخرج يسوع من عليّة الشراكة إلى بستان بداية الآلام عابرًا للوادي الأسود والذي يحمل تاريخًا بيبليًّا معبّرًا.

~تأمل في النص~

سيبدأ يسوع رحلة آلامه في بستان، أي أن رحلة كشف الحبّ الإلهي بشكله الجليّ سيبدأ من بستان.في الكتاب المقدس يبدأ حبّ الله للإنسان في بستان وهو جنة عدن(تكوين1–2)، والإنسان يترك البستان لأنّه كسر الشراكة بينه وبين الله، بينما هنا سيكون الإنسان الجديد، الذي سيذهب بالشراكة الكاملة حتى الموت، يبدأ مسيرة الولادة الجديدة من بستان.

~الفكرة الرئيسة~

يسوع هو الإنسان الجديد الذي يبدأ بكشف حبّ الله الكامل في البستان.

~صلاة~

يا ربّ اخلقني إنسانًا جديدًا في بستان حبّك.

~قرار اليوم~