مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

أبغضوني بلا سبب(يوحنّا15: 22-25)
~النص البيبلي~
22لَولا أنِّي جِئْتُ وكَلَّمْتُهُم، لما كانَت علَيهِم خَطيئةٌ.أمَّا الآنَ، فلا عُذْرَ لهُم مِنْ خَطيئَتِهِم.23مَنْ أبغَضَني أبغَضَ أبـي.24لَولا أنِّي عَمِلتُ بَينَهُم أعمالاً ما عَمِلَ مِثلَها أحدٌ، لما كانَت لهُم خَطيئَةٌ.لكِنَّهُمُ الآنَ رَأوا، ومعَ ذلِكَ أبغَضوني وأبغَضوا أبـي.25وكانَ هذا ليَتِمَّ ما جاءَ في شَريعَتِهِم:أبغَضوني بِلا سَبَبٍ.
~شرح النص~
لم يتعرّف اليهود على مشروع الآب السماويّ في عمليّة إرساله لابنه الوحيد خلاصًا للبشريّة(يوحنّا15: 21)، فكان جهلهم هذا بابًا لاقتراف خطيئةٍ جسيمة بحقّ من دعاهم إلى الإيمان به وبمن أرسله.يكمن ثقل خطيئة اليهود في تجاهلهم للكلام الذي جاء به يسوع(آية22)وتغاضيهم عن الأعمال والآيات الفريدة التي صنعها أمام أعينهم(آية24)، فهم إذًا ينكرون عليه البراهين الحيّة الدالّة على أصوله السماويّة وعلى شهادة كتب العهد القديم له، فإذا بهم يشُكّون في كتابات موسى ويرفضون تصديق نبوءاتها حول مجيء يسوع(5: 46–47).فيهم صحّ كلام النبيّ بأنّهم شعب فاقد للحسّ، لهم عيون ولا يبصرون وآذان ولا يسمعون(إرميا5: 21).إنّ تحجّر اليهود في إيمانهم ورفضهم القاطع للمسيح سيبلغ بهم حدّ البغضاء والضغينة، والطامة الكبرى هي في أنّ شعورهم هذا موجّه تلقائيًّا إلى الآب السماوي، فمن أبغض يسوع أبغض الآب أيضًا لأنّ الآب والابن واحد(يوحنّا10: 30).رسمت شريعة العهد القديم مواقف اليهود القاتمة قبل مجيء المسيح بسنين عديدة وذكرت الكتابات مشاعر النقمة والحقد التي سيواجهه بها الشعب اليهوديّ المعروف بقتله للأنبياء ورجمه للمرسلين(متى23: 34،37)، كما ذكر كاتب المزمور بأنّ أعداء بعدد شعر الرأس سيبغضون المسيح المنتظر بلا سبب(مزمور69: 5).يا لخطورة الأمر حين يعي اليهود بأنّ الشريعة التي يجلّونها ويحملونها كعصائب على جبهتهم هي نفسها التي تدينهم وتدلّ على خطيئة رفضهم لمرسَل الآب.
~تأمل في النص~
قرأوا عنه وآمنوا بملكه وصلّوا لتعجيل مجيئه، فمنحهم انتظارهم له رجاءً عظيمًا تخطّوا بواسطته أصعب المحن وأشدّها غمًّا وطغمة الأعداء وغربة المنفى.ومع ذلك لمّا تمّ ملء الزمان واستُجيبت الدعوات وولد المخلّص وعاش وبشّر في الخفي كما في العلن بأنّه المسيح المنتظر، كشّرت العقول عن أنيابها وغاب عنها كلّ ما قرأته في كتبها السماويّة واستلّت سيف البغض والنقمة في وجه من رامت مشاهدَته عيون الأنبياء والملوك.قابَلَ العالمُ إلهَ المحبّة بالكره والرفض وتنكّرَ للأعمال التي شهدها على يده من شفاءات جسديّة وإقامة للموتى، واعتبروه غريبًا يهدّد حياتهم التي اعتادوا عليها.لا تختلف مواقف البشر اليوم عن مواقفها السابقة تجاه كلام المسيح وحقيقته، فهي تتنكّر له كلّما تعارضت تعاليمه مع مصالحها وأهوائها وتتلطّى بحجج واهية لتبرّر عجزها عن قبول الوصايا الإنجيليّة في إدارتها لشؤونها وظروفها المعيشيّة.ليس مبغِض المسيح ثمّة يهوديّ عاش في القرن الأوّل للميلاد وحسب، إنّما مبغِض المسيح هو كلّ إنسان فشل في أن يسمع كلام الروح ورفَضَ عمل الله في حياته على أساس أنّه لا يلائم تطلّعاته واتّخذ من منطق العالم فلسفة يحيا بها ليغذّي أطماعه وأحلامه الأرضيّة.
~الفكرة الرئيسة~
أودى جهل اليهود لربّ السماء والأرض إلى تنكّرهم للمسيح الذي أنبأت عنه كتب الشريعة وهيّأت لمجيئه،فصحّت بهم مقولة الشريعة نفسها بأنّهم أعداء الله ومبغضيه.
~صلاة~
لا تسمح يا إلهي بأن أتنكّر لحضورك في كلامك وفي أعمالك، فأتحوّل بفعل جهلي هذا إلى عدوّ لله ومعرقل لمشروعه ومبغضٍ للنور.آمين.
~قرار اليوم~
Scripture
About this Plan

هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.
More
Related Plans

His Mission, Our Marriage: Building a Christ-Centered Marriage

God's Great Story

Nebuchadnezzar's Statue: Sunday Head, Monday Feet

Walking in God's Presence

Restoring Eden: How to Grow Spiritually Without Growing Weary

Stepping Into God's Promises

12 Basic Christian Doctrines

HABITS: Becoming Who God Made You to Be

Hebrews Part 2: Selfish Christianity
