مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

اَثبُتوا في مَحبَّتي(يوحنّا15: 9-12)
~النص البيبلي~
9أنا أحِبُّكُم مِثلَما أحبَّني الآبُ، فاَثبُتوا في مَحبَّتي.10إذا عَمِلتُم بِوصايايَ تَثبُتونَ في مَحَبَّتي، كما عَمِلتُ بوصايا أبـي وأثبُتُ في مَحبَّتِهِ.11قُلتُ لكُم هذا ليَدومَ فيكُم فَرَحي، فيكونُ فرَحُكُم كامِلاً.12هذِهِ هِيَ وصِيَّتي:أحِبُّوا بَعضُكُم بَعضًا مِثلَما أحبَبْتُكم.
~شرح النص~
بعد أن شدّد يسوع على أهميّة الثبات فيه مستعيرًا صورة“الكرمة”لتجسيد حالة الوحدة معه، ها هو يصل إلى مبدأ هذه العلاقة المتأصّل في محبّة الآب السماويّ.هذه المحبّة المتجدّدة باستمرار بين الآب والابن، هي الطاقة نفسها التي تشتعل بين الابن والتلاميذ، ولاحقًا في ما بين التلاميذ الذين سيشكّلون نواة جماعة المؤمنين في العالم؛ إنّها المصدر والغاية والنسغ الذي يجري في عروق الكرمة ويغذّيها.من هنا نجد تطوّرًا في تركيز دعوة الابن لتلاميذه من إلحاحٍ للثبات فيه وفي وصاياه(يوحنّا14: 7)إلى إلحاح للثبات في محبّته(15: 10).والمثال الوحيد لعيش هذه الحالة هو نهج ثبات الابن في محبّة الآب.إنّ عمليّة الثبات في محبّة يسوع مرهونة بالعمل بوصاياه وهي في العمق حركة خضوع وطاعة؛ إنّها جوابٌ على محبّة الآب السابقة لموقفنا.إنّ التصاق التلاميذ بالابن وعملهم بوصاياه يولّد كمال الفرح، أي فرح يسوع بتحقيق مشروع الآب الخلاصيّ، وهو فرح سيختبره التلاميذ حينما سيشتركون في جني الثمار.ولكنْ أين يبدأ الفرح الذي يعد به يسوع وما هي بشائر نجاح المشروع السماويّ؟ يبدأ الفرح الحقيقيّ في اللّحظة التي يسعى فيها التلاميذ إلى عيش الوصيّة الجديدة(13: 34؛14: 12)؛ إنّها النتيجة الحيّة والمرئيّة لحضور محبّة يسوع فيهم والعلامة الثابتة على التلمذة الصادقة ليسوع الذي جعل حياته مثالاً معيوشًا على أبعاد المحبّة الحقيقيّة.
~تأمل في النص~
لم يتوقّف يسوع عند حدود دعوته إلى عيش الوصايا والثبات به تمامًا كما تثبت الأغصان والفروع بالجذع الأمّ، إنّما كشف لنا عن جوهر هذه الدعوة التي تنبع من منطق الحبّ الإلهيّ.تقول القديسة تريزيا في يقين اكتشافها لسرّ محبوبها: “لقد وعيت أنّ الحبّ يحوي في ذاته، جميع الدعوات، وأنّ الحبّ هو كلّ شيء، وأنه يَلُفُّ جميع الأزمنة والأمكنة، وبكلمة، إنَّ للحبِّ الخلود”.لم يدع يسوع مجالاً للشكّ في نفوس أتباعه بأنّهم مؤتمنون في ظرف غيابه عنهم بالجسد على أن يعيشوا وصيّة يسوع العُظمى ويكونوا مثالاً حيًّا على نبع الحبّ المتدفّق في داخلهم بفعل حضور الربّ ومحبّته.لقد فهم كبار القدّيسين قيمة هذه الوصيّة ونهلوا منها القوّة والنعمة ليعيشوا حياة القداسة ويشهدوا لحقيقة الابن المتجسّد في العالم وللمحبّة التي أحبّ بها خاصّته. “مَنْ كانَت لَه خَيراتُ العالَمِ ورأى أخاهُ مُحتاجًا فأغلَقَ قلبَهُ عَنهُ، فكيفَ تَثبُتُ مَحبَّةُ اللهِ فيهِ” (1يوحنّا3: 17)وستبقى هذه العلامة نهج المسيحيّ الحقيقيّ وبدونها تتحوّل جميع الوصايا إلى شرائع أخلاقيّة فارغة من المحرّك الأساس الذي تقوم عليه بشارة الابن:إنّ الله محبّة.
~الفكرة الرئيسة~
تتكلّل دعوة الابن إلى الثبات فيه والعمل بوصاياه بعيش المحبّة على مثال المحبّة التي انبثقت عن الآب تجاه الابن وعن الابن تجاه التلاميذ في تحقيقٍ للوحدة الكاملة المرجوّة،فيتولّد الفرح الذي يكتمل ويدوم من خلال محبّة التلاميذ بعضهم لبعض.
~صلاة~
يا إلهيّ عرفتُ بأنّ الحبّ وحده يرضيك وبأنّ كلّ عمل لا يحرّكه حبّك هو عقيم وباطل؛ فثبّتني إذًا في محبّتك ليدوم فرحك فيّي اليوم وإلى أبد الآبدين.آمين.
~قرار اليوم~
Scripture
About this Plan

هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.
More
Related Plans

Endurance: God’s Power for Your Weight Loss Journey

DEPRESSION IS a LIE - a Podcast Series With Dustin Tavella

The Gospel According to Mark: Jesus the Suffering Servant

Center of It All

The Wonder of the Wilderness

His Mission, Our Marriage: Building a Christ-Centered Marriage

Dog Dad Devotions on Leadership, Loyalty and Love

Healing Family Relationships Through Compassion

Relentless Love: Reflections on the Book of Jonah
