مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

أنا الكرمة الحقيقيّة(يوحنّا15: 1-4)
~النص البيبلي~
15أنا الكَرمَةُ الحَقيقيَّةُ وأبـي الكرّامُ.2كُلُّ غُصنٍ مِنِّي لا يَحمِلُ ثَمرًا يَقطَعُه، وكُلُّ ما يُثمِرُ يُنقِّيهِ ليَكثُرَ ثَمَرُهُ.3أنتُمُ الآنَ أنقياءُ بِفَضلِ ما كَلَّمتُكُم بِه.4أُثبتوا فيَّ وأنا فيكُم.وكما أنَّ الغُصنَ لا يُثمِرُ مِنْ ذاتِهِ إلاَّ إذا ثَـبَتَ في الكرمَةِ، فكذلِكَ أنتُم:لا تُثمِرونَ إلاَّ إذا ثَبَـتُّم فيَّ.
~شرح النص~
بعد أن عرض يسوع طبيعة علاقة الابن بالآب التي تشكّل مثالاً حيًّا على العلاقة التي ستربط التلميذ بيسوع، تطرّق إلى دور الروح المعزّي في استرجاع التعليم والتذكير بأقوال يسوع التي تؤهّل كلّ من يعمل بها بأن يتحوّل مقامًا للآب والابن.وها هو الآن يستعير مفردة“الكرمة”ليُفسّر، من خلال صورةٍ مجازيّةٍ ذات خلفيّة كتابيّة بامتياز، نَسَق تواصل عمله من خلال التلاميذ.الكرمة في تعبير المزمور80، هي غرس الربّ الذي شمخ وتنامى بعد أن نقله من مصر ومدّ فروعه إلى البحر وضفاف النهر.على الرغم من اختيار الله لشعب إسرائيل ليكون كرمة مثمرة(إشعيا61: 3)، فإنّها أنتجت حصرمًا برّيًّا(إشعيا5: 2)ويبست وتكسّر جذعها وأكلته النار(حزقيال19: 12).أمّا يسوع فهو الكرمة الجديدة أو بالأحرى“الكرمة الحقيقيّة”، هو الكلمة الإلهيّة المتجسّدة الذي أخضع بشريّته الكاملة للمشيئة الإلهيّة والذي سيمجّده الله في ذاته(يوحنّا13: 32)، سيكون هو جذع الكرمة الذي ستنبثق عنه الأغصان وتستمدّ منه النسغ والحياة والخصوبة.هذه الكرمة هي في حركة تشذيب دائمة ينقّيها الآب السماويّ من الفروع العاقرة ويُكثّر ثمار الفروع الخصبة؛ أمّا الخصوبة فهي تشترط النقاوة، والتلميذ النقيّ هو الذي تطهّر بكلام يسوع وشذّب ذاته من قناعات العالم الباطلة.ومع ذلك يبقى الغصن الطريّ مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بمصدر غذائه ولا يعطي ثمارًا إلاّ من خلال ثباته بالجذع الأمّ.من خلال تشديده على فعل الثبات، يُخيّل إلينا للوهلة الأولى بأنّ حركة التلميذ سلبيّة وغير فاعلة إلاّ لتمرير عمل الابن، ولكن في الواقع فإنّ الحركة ديناميكيّة بامتياز تتطلّب عودة التلميذ الدائمة صوب الابن في إخضاع عمليّ لمشيئته البشريّة تمامًا كما أخضع الابن ذاته للآب في كلّ أفعاله وأقواله.
~تأمل في النص~
يبحث الإنسان عن طرق عديدة تؤمّن له استقلاليّته ويحقّق بها وجوده وطموحاته ويخشى من كلّ ما من شأنه أن يخمد أحلامه وخصوصيّته غير مدرك بأنّ ما يصبو إليه من امتلاك للحياة وعيش للفرح يبقى مجزوءًا ما دام أنّه يحيا مفصولاً عن مصدر الحياة والفرح الحقيقيّين.لذلك قال يسوع: “أنا الكرمة الحقيقيّة”كي يشير إلى ضرورة التصاق الإنسان به وتلقّي كلّ شيء منه إن هو شاء تحقيق ملء كيانه على الأرض وفي السماء.لا نستطيع الوصول إلى النتيجة المرجوّة من دون المرور بعمليّة التطهير بواسطة كلام الإنجيل الذي ينقّينا من قناعات العالم الضالّة فنتماهى يومًا بعد يوم مع صورة يسوع الذي أحبّ الآب وأطاعه حتّى الموت ونصير مسيحًا آخر يرتضي بنا الآب السماويّ ويعمل فينا على تكثير الثمار.
~الفكرة الرئيسة~
لا ضمانة لتحقيق الذات وإنتاج الثمار خارجًا عن الكرمة الحقيقيّة التي ارتضاها الله الآب مصدرًا لعيشنا الروحيّ والمادّيّ؛منها نثمر وبها نتطهّر ونظلّ مرتبطين بها ارتباطًا وثيقًا لتحقيق جميع مآرب الله في خلقه واجتذابهم ليعرفوه حقًّا ونصبح جمعينا أغصانًا لكرمة واحدة.
~صلاة~
اجعلني يا ربّ غصنًا مثمرًا في كرمتك الحقيقيّة وانزع عنّي كلّ ما من شأنه أن يُيبس أسباب الحياة في داخلي.آمين.
~قرار اليوم~
Scripture
About this Plan

هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.
More
Related Plans

Endurance: God’s Power for Your Weight Loss Journey

DEPRESSION IS a LIE - a Podcast Series With Dustin Tavella

The Gospel According to Mark: Jesus the Suffering Servant

Center of It All

The Wonder of the Wilderness

His Mission, Our Marriage: Building a Christ-Centered Marriage

Dog Dad Devotions on Leadership, Loyalty and Love

Healing Family Relationships Through Compassion

Relentless Love: Reflections on the Book of Jonah
