YouVersion Logo
Search Icon

مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالث

DAY 274 OF 365

تشرين الأول/أكتوبر

مقدّمة عامّة:في الوداع الأخير استوداع الروح(يوحنّا14–17)

انتهت حياة يسوع العلنيّة بعد أن نقل بأمانة تامّة الأقوال والأعمال التي تسلّمها من الآب والتي وضعت الشعب اليهوديّ أمام خيارين لا ثالث لهما:إمّا القبول ونيل الحياة الأبديّة وإمّا الرفض وخسارة الخلاص.والآن لم تعد الرسالة أمام الملأ بل دخل يسوع في خلوة العشاء الفصحيّ مع خاصّته الذين أحبّهم للغاية؛ وإذ كان عالمًا بأنّ ساعة انتقاله إلى الآب باتت وشيكة، سلّمهم وصيّته الأخيرة في إطار ما يُعرف بالخطب الوداعيّة، هَدَفَ فيها بشكل أساسيّ إلى طمأنة تلاميذه بشأن صعوبة المرحلة المقبلة.سيحزن التلاميذ طبعًا وسيقلقون بسبب رحيل معلّمهم، ونتوقّع بأن تكونَ خطبة الوداع، المنبِئة بتسليم يسوع إلى سلطان الظلام، وبمواجهة تلاميذه للشدّة في العالم، مشحونة باليأس والقنوط؛ ولكنْ على عكس ذلك سيشحذها المعلّم الإلهيّ بنقيض الحزن والاضطراب والموت والوحدة واليتم، فيعِد بأنّ الحزن سينقلب فرحًا أبديًّا، والاضطراب سلامًا لا يستطيع العالم أن يمنحه، والموت انتقالاً إلى حضن الآب، والوحدة بسبب الفراق حضورًا فعّالاً للروح المعزّي، البارقليط الذي يحامي ويشهد ويعلّم ويذكّر ويشدّد، واليتم بنوّةً إلهيّة.وسيختم يسوع حواره الأفقيّ هذا مع التلاميذ الأحد عشر بحوار عاموديّ مع أبيه السماويّ يُعرف بالصلاة الكهنوتيّة يحمل فيها أحبّاءه، وكلّ من سيؤمن به من خلالهم، عبر العصور، يحملهم إلى قلب الآب الذي يحبّه لكي يكونوا حيثما يكون ويشهدوا في حياتهم بكلّ ثقة بأنّ يسوع المسيح قد غلب العالم.

لِتكونوا حَيثُ أكونُ(يوحنّا14: 1-3)

~النص البيبلي~

14“لا تَضطَرِبْ قلوبُكُم.أنتُم تُؤمِنونَ باللهِ فآمِنوا بي أيضًا.2في بَيتِ أبي مَنازِلُ كثيرةٌ، وإلاَّ لما قُلتُ لكُم:أنا ذاهِبٌ لأهيِّـئَ لكُم مكانًا.3ومتى ذَهَبتُ وهَيَّأتُ لكُم مكانًا، أرجِعُ وآخُذُكُم إليَّ لِتكونوا حَيثُ أكونُ…”.

~شرح النص~

“إلى أين أنت ذاهب، يا ربّ؟” (يوحنّا13: 36).بطرس يسأل بلهفة، بتعجّب؛ إنّه لا يفهم:إلى أين يمضي يسوع بعيدًا عن“أخِصَّائه الّذينَ هُم في العالَمِ” (13: 1)؟ وهل يُعقل أن يهجرهم بعد أن اعتادوا رفقته واعتنقوا مسيرته وفضّلوه على كلّ ما هو لهم؟“لماذا لا أقدر أن أتبعك الآن؟” (13: 37).بطرس يُلحّ؛ إنّه قلق، ويسوع الذي يعرف تمامًا بأنّ الساعة أتت يردّ: “لا تضطرب قلوبكم”.

تردّنا الآية الأولى من هذا الفصل إلى مناجاة صاحب المزمور لنفسه في وقت الكرب:لماذا تَكتَئبينَ يا نفْسي؟ لماذا تَئِنِّينَ في داخلي؟ إرتَجي اللهَ(مزمور42: 6).أمام الجزع والخوف، يسوع يطلب الإيمان؛ الإيمان بالله أمرٌ راسخ في حياة اليهوديّ لذا هو يطلب شيئًا جديدًا:الإيمان به، فالمشروع إلهيّ والسماء تُمسك بزمام الأمور مهما لاح في الظاهر من سيطرة لغياهب الظلام وتفلّت لقوى الشرّ، فيد الله فاعلة في قلب المحنة، وما على التلاميذ سوى التمسّك بالرجاء، والثبات بالابن الذي بدوره يثبت في الآب(يوحنّا15: 10).ذهابه مؤكّد لكنْ ليس من دون هدف، فهو ماضٍ ليعدّ منازل كثيرة للمحزونين على فراقه.في العقيدة اليهوديّة حول الحياة الآخرة، هنالك اعتقاد بوجود عدّة مراتب في النعمة ومنازل مهيّئة للبشر كلّ بحسب استحقاقه وصلاحه، وعلى هذا الأساس فقد أعطى آباء الكنيسة كلام يسوع بُعدًا اسكاتولوجيًّا يصف اتّساع بيت الآب للجميع.غير أنّ يوحنّا يتحدّث في إنجيله عن المجيء لا كفعل مستقبليّ إنّما بالأحرى كحالة آنيّة تسيطر على الزمن ولا ترتبط بوقت محدّد؛ مجيء يسوع في هذه الحالة هو عودته بعد موته وقيامته وصعوده إلى السماء ليسكن في جماعة المؤمنين الذين ثبتوا في وصاياه، وسيتحدّث عن ذلك مطوّلاً في فصول ثلاثة تشكّل جزءًا من خطبة الوداع(فصول13–17).في كلّ حال، يبقىّ الهدف الأساسيّ من حركة الذهاب ثمّ العودة الاتّحاد بيسوع الذي يدعو كلّ من يخدمه ليتبعه كي يكون هو وخادمه في مكانٍ واحد.إنّ دعوة يسوع“لتكونوا حيث أكون” (14: 3)ليست سوى صدًى أوّليّ للصلاة التي سيرفعها إلى أبيه على نيّة أتباعه في الفصل الأخير من خطبة الوداع(17: 24).

~تأمل في النص~

لا يزال التلاميذ قاصري الفهم وخاضعين لتصوّر مادّيّ لعلاقتهم بيسوع؛ فهو حاضر في نظرهم إنْ رأوه وسمعوه ومحتجبٌ كلّيًّا إن اختفى عن أنظارهم وآذانهم.لذا اعتراهم الهلع ما إن سمعوا بأنّه سيتركهم قريبًا واضطربت قلوبهم لأنّ من وضعوا فيه رجاءهم وحلموا بأنه سيحقّق انتصارًا أرضيًّا يقلب المقاييس السياسيّة والنظم الاجتماعيّة السائدة لصالح اليهود، هو بصدد توديعهم والافتراق عنهم.نحن أيضًا الذين سلّمنا ذواتنا للمسيح ولمسنا حضوره الفعليّ وتدخّله في أدقّ تفاصيلنا الشخصيّة نجزع ونسلّم قلوبنا إلى شبح الاضطراب عندما يتملّكنا الوهم بأنّ الربّ غائب أو صامت أمام مصيبة تعترينا.في وسط هلعنا، يتردّد صدى كلام يسوع: “لا تضطرب قلوبكم!بل آمنوا فأنا بصدد تهيئة مكان لكم لتكونوا معي حيث أكون”.

~الفكرة الرئيسة~

لا نستسلمَنّ للحواس البشريّة،فهي محدودة وخدّاعة بل لننظرْ إلى الربّ بعيون الإيمان ونسمع صوته في قلب خالٍ من الاضطراب،عندها نكون معه كما وعدنا.

~صلاة~

أعطني يا ربّ أن أكون دومًا وأبدًا خادمك الأمين وأتبعك، عندها فقط أتّحد بك.آمين.

~قرار اليوم~

Scripture

About this Plan

مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالث

هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.

More