مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

لو كنتَ ههنا(يوحنّا11: 32)

~النص البيبلي~

32…وقالَت(مرتا)لَه(ليَسوعَ): “لَو كُنتَ هُنا، يا ربّ، ما ماتَ أخي!”.

~شرح النص~

سأختم تأمّلاتي لشهر أيلول/سبتمبر بهذه الآية الرائعة، التي تعبّر مرتا فيها، في الوقت نفسه، عن عتبها وعن إيمانها المطلق بيسوع.مرتا أمام الموت، والميت أخوها، وليس لها إلاّ الرجاء.ليس كلامها احتمالاً: “لو كنت ههنا…”.بل إيمان مطلق بقدرة يسوع على سحق الموت: “…لما مات أخي!”.إذا أضفنا إيمانها هذا على محبّة يسوع الخاصّة لعائلتها، تكون النتيجة باهرة:القيامة.الرجاء يصنع المعجزات.

~تأمل في النص~

سأسترسل بالأحرى في تأمّلي، لأنّ هذه الآية إنّما هي لسان حالنا في هذه الأيّام الشرّيرة التي نمرّ بها.يخطر لي أن أهمس في أذن الربّ لأعاتبه عتاب المحبّة:لو كنتَ ههنا…ها نحن ننزلق في مآسينا، لأنّنا أبعدنا الربّ وغيّبناه.ينخرنا التعب والإحباط والحزن، لأنّنا لم نستدعِ الربّ إلى أن يقيمنا من أجداث خطايانا.ننوء في مشاكلنا، لأنّنا لا نحبّ يسوع كما أحبّته عائلة لعازر، ولا جعلنا له عندنا مقامًا.تسوء حالنا، لأنّنا نتلكّأ عن أن نفتح الباب ليسوع الواقف على بابنا يقرعه.نموت في خطايانا، لأنّ الربّ خارج مدار حياتنا ومشاريعنا.

غير أنّنا، بثقة المؤمنين، نعترف أمام الربّ برجائنا، قائلين:لو كنت ههنا يا ربّ، لَحَيِينا ولو أنتن فينا كلّ شيء.لو كنت ههنا يا يسوع، لأودعناك ثقتنا وإرادتنا وكلّ أشواقنا.لو كنتَ ههنا يا ربّ، لانتشلتنا من وهدة اليأس الذي غمرنا حتّى حلقنا.لو كنتَ ههنا يا حبيب، لما استطاع شرّير ابن شرّير أن يدنوَ من خبائنا.لو كنتَ ههنا، لتفتّحت القبور التي ارتضينا أن نسكنها طوعًا، قبور الحقد والكراهية، قبور الفجور والنجاسة، قبور التمرّد والفوضى، قبور اليأس والإحباط، قبور التقدّم المزيّف والهناء الكاذب…لو كنت ههنا، لكنّا أطعنا صوتك الصارخ فينا:أخرجوا واستعلنوا بالنور!

ليس المهمّ، يا قارئي، أن تقرأ سطوري عن الرجاء.الأهمّ أن تكتب أنت سطورك، أن تدوّن أنت كلماتك، أن تعلنَ إيمانك عاليًا أو أن تتأمّل، في أقبية قلبك الخفيّة، بما يمنّ الله عليك من حبّ وإيمان ورجاء.وأبوك الذي في الخفية هو يراك ويسمعك.

~الفكرة الرئيسة~

الرجاء بالربّ باب الفرج.

~صلاة~

لو كنتَ ههنا يا يسوع…غير أنّنا نؤمن أنّك هنا، معنا، إلى منتهى الدهر.آمين.

~قرار اليوم~