مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

اعملوا ما عملتُه لكم(يوحنّا13: 13-20)

~النص البيبلي~

13أنتُم تَدعونَني مُعَلِّمًا وربًّا، وحسَنًا تَفعَلونَ لأنِّي هكذا أنا.14وإذا كُنتُ أنا الربُّ والمُعَلِّمُ غَسَلتُ أرجُلَكُم، فيَجِبُ علَيكُم أنتُم أيضًا أنْ يَغسِلَ بَعضُكُم أرجُلَ بَعضٍ.15وأنا أعطيتُكُم ما تَقتَدُونَ بِه، فتَعمَلوا ما عَمِلتُهُ لكُم.16الحقَّ الحقَّ أقولُ لكُم:ما كانَ خادِمٌ أعظَمَ مِنْ سيِّدِهِ، ولا كانَ رَسولٌ أعظَمَ مِنَ الّذي أرسَلَهُ.17والآنَ عَرَفْتُم هذِهِ الحَقيقَةَ، فهَنيئًا لكُم إذا عَمِلْتُم بِها.18لا أقولُ هذا فيكُم كُلِّكُم، فأنا أعرِفُ الّذينَ اَخْتَرْتُهُم.ولكِنْ ما جاءَ في الكُتُبِ المُقَدَّسَةِ لا بُدَّ لَه أنْ يَتِمَّ، وهوَ:أنَّ الذي أكَلَ خُبزي تَمَرَّدَ علَيَّ.19أُخبرُكُم بِهذا الآنَ قَبلَما يَحدُثُ، حتّى متى حَدَثَ تُؤمِنونَ بأنِّي أنا هوَ.20الحقَّ الحقَّ أقولُ لكُم:مَنْ قَبِلَ الذينَ أُرسِلُهُم قَبِلَني.ومَنْ قَبِلَني قَبِلَ الّذي أرسَلَني.

~شرح النص~

يكمل يسوع شرح ما قام به على العشاء.الأمر واضح:ما صنعته لكم، افعلوه أنتم بعضكم لبعض!انطلق من مبدأ لا غبار عليه:إذا كان هو“السيّد والربّ”قد غسل أقدام تلاميذه، فيجب إذن على تلاميذه أن يقتدوا به.إنّها مبارزة في الخدمة، في الحبّ المبذول.هذه فريضة على التلاميذ، لكن لا ينفّذها إلاّ مَن دار في فلك يسوع.من التلاميذ أيضًا من يعجز أن يحبّ ويخدم.يهوذا نموذج.عند يوحنّا، هو مثال التلميذ الذي يرفس النعمة.يأكل من خبز المعلّم، ثمّ يتمرّد عليه.الحبّ، مثل الإيمان، ليس للجميع.يحتاج إلى نعمة كي يعاش، كي يُترجم خدمة وانسحاقًا.يبدو أنّ يهوذا وضع نفسه خارج مدار النعمة،“فلم يشأ أن يفهم”، كما نردّد في صلواتنا.

~تأمل في النص~

أراد يسوع أن يوجّه رسالة حبّ إلى تلاميذه، وبالأخصّ إلى يهوذا وأمثاله.ربّما كان على الطاولة يومها تلاميذ آخرون يشاركون يهوذا في ظلامه:بطرس، توما…لِنَبقَ متيقّظين كي نلتقط رسائل حبّ الله لنا.هو يبعثها على طريقته، بأسلوب لا نتوقّعه أحيانًا:سواء عبر صلاة خاشعة، أم عبر حدث في حياتنا اليوميّة الروتينيّة، أم عبر ألم ودموع، أم عبر أشخاص نلتقيهم…رسائله لا تنقطع، حتّى لو بلغنا حدّ الخيانة.هكذا يعاملنا دائمًا، وهكذا يجب أن نعامل بعضنا بعضًا.إذا كان لي إلهٌ يصبر على ضعفي وجهلي وخطيئتي، ولا ينفكّ يرسل لي رسائل تشجّعني على أن أقوم وأنهض، فلماذا أنا لا أصبر على ضعف غيري وجهله وخطيئته؟ كلّنا نتساوى في الضعف، كلّنا نتساوى في إمكانيّة الخطأ، كلّنا تعوزنا المغفرة.فلنرسل لبعضنا بعضًا رسائل حبّ وغفران، خاصّة في الوقت الذي يبدو لنا فيه أنّ الغفران مستحيل، تمامًا كما فعل يسوع مع يهوذا.

~الفكرة الرئيسة~

المعلّم نصّب نفسه قدوة في الحبّ الخادم.لكن من التلاميذ من يعجز أن يقتدي به.

~صلاة~

ما أروع صبرك عليّ يا ربّي، لأنّك تحبّني دومًا بالرغم من ضعفي.هبني نعمة أن أصبر على ضعوفات غيري، فأقتدي بك لأنّك أنت يا ربّ قدوتي ومثالي.آمين.

~قرار اليوم~