مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

أتفهمون ما عملتُه لكم؟(يوحنّا13: 4-8،12)
~النص البيبلي~
4فقامَ عَنِ العَشاءِ وخلَعَ ثوبَهُ وأخَذَ مِنشَفَةً واَتَّزرَ بِها،5ثُمَ صَبَّ ماءً في مَغسِلَةٍ وبَدأ يَغسِلُ أرجُلَ التَّلاميذِ ويَمسَحُها بالمِنشَفَةِ التي اَتَّزرَ بِها.6فلمَّا دَنا مِنْ سِمعانَ بُطرُسَ، قالَ لَه سِمعانُ: “يا ربّ، أأنتَ تَغسِلُ رِجليَّ؟”7فأجابَه يَسوعُ: “أنتَ الآنَ لا تَفهَمُ ما أنا أعمَلُ، ولكنَّكَ ستَفهَمُهُ فيما بَعدُ”.8فقالَ لَه بُطرُسُ: “لن تَغسِلَ رِجليَّ أبدًا”.أجابَه يَسوعُ: “إنْ كُنتُ لا أغسِلُكَ، فلا نَصيبَ لكَ مَعي”…12فلمَّا غسَلَ أرجُلَهُم ولبِسَ ثوبَهُ وعادَ إلى المائِدَةِ قالَ لهُم: “أتَفهَمونَ ما عمِلتُهُ لكُم؟”.
~شرح النص~
لا شكّ في أنّ مشهد يسوع،“المعلّم والربّ”، منحنيًا يغسل أرجل تلاميذه، هو غاية في الفرادة والحبّ.وفي هذا الجوّ العابق حبًّا، يخاطب يسوع تلاميذه من بعد أن غسل أقدامهم: “أتفهمون ما عمِلتُهُ لكُم؟” (آية12).يريد يسوع من تلاميذه أن ينتبهوا إلى معنى ما يقوم به، وأن يدخلوا عمق السرّ، لا أن يكتفوا بظواهر الكلام والحركات.في غسل الأرجل هناك شيء من التواضع والانسحاق، لكنّه يتخطّاهما.لذلك يقول يسوع لبطرس: “ما أنا فاعل، أنتَ لا تعرفه الآن، ولكنّك ستدركه بعد حين” (آية7).إذا كان هدف الغسل التواضع، فهذا سهل على بطرس أن يستنتجه.يسوع نفسه ربط حركة الغسل بربح التلميذ نصيبًا معه(“إنْ كُنتُ لا أغسِلُكَ، فلا نصيب لك معي”)، أي بفكرة اتّباع التلميذ له:يتبعه، أو بالأحرى يُكمل الطريق معه، من يقبل أن يغسله.
~تأمل في النص~
في تلك الليلة شعر يسوع في أعماقه أنّ واحدًا من أخصّائه، يهوذا، لم يبادله الحبّ إلى“الغاية”، بل كان قلبه مُلكًا لإبليس.عليه إذًا أن يتصرّف تجاه هذا“الابن الضالّ”، أن يعمل شيئًا قبل“ساعة انتقاله عن هذا العالم”، ليس إلاّ لأنّ الحبّ بلغ به إلى“التمام”.هو مستعدّ أن يقوم بأيّ شيء لكي لا يهلك منهم أحدًا(يوحنّا17: 12).لأجل ذلك قام بحركة نبويّة، تشبه ما كان يقوم به الأنبياء قديمًا:قام عن العشاء وغسل أرجل التلاميذ.لقد أراد أن يجدّد من خلال هذه الحركة حبّه لتلاميذه، الذين تضطرب قلوبهم فيهم، وقد شعروا بأنّ الأيّام المقبلة تحمل شيئًا مختلفًا، وأنّ الإقامة في أورشليم، هذه المرّة، لن تمرّ على خير.المقصود بالأخصّ هو يهوذا بالذات.أراد يسوع له أن يفهم، أن يفتح عينَي قلبه ليفهم.يتكلّم مع بطرس، وكأنّ الكلام موجَّه إلى يهوذا.هذا الغمز من قناة يهوذا لم يفهمه بطرس حالاً، بل“لاحقًا”.لهذا اعترض ظنًّا منه أنّه يحامي عن شرف يسوع المعلّم، ويمنع عنه هذه الحركة التي لا تخلو من المهانة.
~الفكرة الرئيسة~
غسل الأرجل أوسع من حركة تواضع.إنّها رسالة حبّ إلى يهوذا.
~صلاة~
في تَيهاني، لا تنفكّ يا إلهي ترسل لي رسائل حبّ، علّني أفهم وأتوب.فلا تفصلني عن صفّ مختاريك، بل كن أنت نصيبي في أرض الأحياء.آمين.
~قرار اليوم~
Scripture
About this Plan

هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.
More
Related Plans

Endurance: God’s Power for Your Weight Loss Journey

DEPRESSION IS a LIE - a Podcast Series With Dustin Tavella

The Gospel According to Mark: Jesus the Suffering Servant

Center of It All

The Wonder of the Wilderness

His Mission, Our Marriage: Building a Christ-Centered Marriage

Dog Dad Devotions on Leadership, Loyalty and Love

Healing Family Relationships Through Compassion

Relentless Love: Reflections on the Book of Jonah
