مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

أحبّ أخصّاءه إلى الغاية(يوحنّا13: 1)

~النص البيبلي~

13وكانَ يَسوعُ يَعرِفُ، قَبلَ عيدِ الفِصحِ، أنَّ ساعتَهُ جاءَت ليَنتَقِلَ مِنْ هذا العالَمِ إلى الآبِ، وهوَ الّذي أحبَّ أخِصَّاءَهُ الّذينَ هُم في العالَمِ، أحبَّهُم مُنتَهى الحُبِّ.

~شرح النص~

يشكّل الفصل الثالث عشر من إنجيل يوحنّا نقطة تحوّل في الاستراتجيّة التي اتّبعها الإنجيليّ الرابع في سرد موادّه.فبه يبدأ القسم الثاني من الإنجيل الذي يُعرف بـ”كتاب الساعة” (يوحنّا13–20)، لكثرة ما وردت فيه كلمة“ساعة”التي أكسبَها يوحنّا معنىً لاهوتيًّا عظيمًا، أي ساعة تمجيد يسوع بموته على الصليب وقيامته من الموت.مقابل هذا القسم، هناك القسم الأوّل(يوحنّا1–12)الذي يُعرف بـ”كتاب الآيات”، لأنّ كلّ الآيات أو المعجزات السبع التي نقلها يوحنّا توجد في هذا القسم.لا بدّ إذًا من أن يكون لهذا القسم المحوريّ بداية فخمة.وهذا ما كان في الآيات1–3، التي تعيد إلى ذهن من يقرأها فخامة مقدّمة يوحنّا المشهورة(1:1–18).هذه البداية هي بداية حبّ:حبّ الآب لابنه، وحبّ الابن لخاصّته.في كلا“الحبَّين”، هناك حبّ“إلى أقصى الحدود” (آية1)، إلى“الغاية”، إلى“النهاية”، أو إلى“التمام”.هذه“النهاية”، التي بها أحبّنا الابنُ، تقابل بشكل رائع ذلك“الكلّ”الذي وهبه الله الآبُ للابن(آية3).

~تأمل في النص~

الله لا يعرف نصف الحلول، كما أنّه لا يعطي نصف ذاته ولا نصف عطيّة، بل“كلّ”شيء:ذاته، حبّه، نِعَمَه…خاصّة في إنجيل يوحنّا؛ وهو الذي أفهمنا أنّنا محبوبون حتى الثمالة، إلى ذلك الحدِّ الذي لا يمكن أن يزاد عليه أيّ نقطة حبّ أخرى.يا لها من كرامة أُعطيناها!قبل أن يرحل، قبل أن يعود إلى أبيه، أراد يسوع أن يُفهم تلاميذه إلى أيّ مدى هو يحبّهم، فكانت محبّته على مقدار محبّة الآب له.يسوع يأخذ ما هو للآب ويهبنا إيّاه.جعل الله“كلّ”شيء بين يديه، وهو لا يتوانى عن أن يهبنا هذا“الكلّ”.قال بولس: “كُلُّ شيءٍ لكُم، وأمَّا أنتُم فلِلمَسيحِ، والمَسيحُ للهِ” (1كورنثوس3: 22–23).يا ليتنا نعي أنّ كلّ نِعمِ الله تحت أقدامنا، فنُحسن السير بحسب هذه الكرامة.

“ساعة”يسوع هي ساعة مجد.هي كذلك، لأنّها ساعة حبّ.صحيح أنّ يسوع مقبل على الآلام والموت، لكنّه موتٌ مغلّف بالحب.وأيّ مجد أعظم من ذلك؟

~الفكرة الرئيسة~

“ساعة”يسوع تقترب.هي ساعة“حبّ إلى الغاية”.

~صلاة~

أنت تحبّني محبّة أبديّة تشبه قلبك، يا ربّي.تحبّني أنا خاصّتك، ومن وحي حبّك تتصرّف وتعمل.أشكرك، إلهي، لأنّك تسبقني دومًا في الحبّ، وما عليّ إلاّ أن ألحقك.دعني أدخل في سرّ حبّك، فأحبّ الآخرين كما تحبّني.آمين.

~قرار اليوم~