مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

اليهود والاعمى:الإستجواب الثاني(يوحنّا9: 24-34)

~النص البيبلي~

24وعادَ الفَرِّيسيُّونَ فدَعَوا الرَّجُلَ الّذي كانَ أعمى وقالوا لَه: “مَجِّدِ اللهَ!نَحنُ نَعرِفُ أنَّ هذا الرَّجُلَ خاطِـئٌ”.25فأجابَ: “أنا لا أعرِفُ إنْ كانَ خاطِئًا، ولكنِّي أعرِفُ أنِّي كُنتُ أعمى والآنَ أُبصِرُ”.26فقالوا لَه: “ماذا عَمِلَ لَكَ؟ وكيفَ فتَحَ عَينَيكَ؟”27أجابَهُم: “قُلتُ لكُم وما سَمِعْتُم لي، فلماذا تُريدونَ أنْ تَسمَعوا مرَّةً ثانِـيَةً؟ أتُريدونَ أنتُم أيضًا أنْ تَصيروا مِنْ تلاميذِهِ؟”28فشَتَمُوهُ وقالوا لَه: “أنتَ تِلميذُهُ، أمَّا نَحنُ فتلاميذُ موسى.29نَحنُ نَعرِفُ أنَّ اللهَ كَلَّمَ موسى، أمَّا هذا فلا نَعرِفُ مِنْ أينَ هوَ”.30فأجابَهُمُ الرَّجُلُ: “عَجَبًا كيفَ يَفتَحُ عَينَيَّ ولا تَعرِفونَ مِنْ أينَ هوَ!31نَحنُ نَعلَمُ أنَّ اللهَ لا يَستَجيبُ لِلخاطِئينَ، بل لِمَنْ يَخافُهُ ويَعمَلُ بِمَشيئَتِهِ.32وما سَمِعَ أحَدٌ يومًا أنَّ إنسانًا فتَحَ عَينَي مَولودٍ أعمى.33ولَولا أنَّ هذا الرَّجُلَ ما كان مِنَ اللهِ، لما قَدِرَ أنْ يَعمَلَ شَيئًا”.34فقالوا لَه: “أتُعَلِّمُنا وأنتَ كُلُّكَ مَولودٌ في الخَطيئَةِ؟”وطَرَدوهُ مِنَ المَجمعِ.

~شرح النص~

عندما سُئل الذي كان أعمى عن يسوع في الإستجواب الأوّل، أجاب إنّه نبيّ.والآن يعود المناهضون ليسوع كي يجعلوه يعلن مثلهم أنّ هذا الرّجل الذي شفاه هو خاطئ.تجاه تأكيد معرفتهم، يواجههم الاعمى بمعرفته هو، بحقيقته التي لا يستطيع أن ينكرها ولا يخفيها:كان أعمى وأصبح مبصرًا!أوقعهم في الحيرة من جديد فأعادوا السّؤال.ولكن إجابته هذه المرّة كانت جارحة ومليئة بالإستهزاء: “قلت لكم...ألعلّكم تريدون أن تصبحوا تلاميذه؟”عندها أضافوا إلى عنفهم الكلامي عنفًا جسديًّا وطردوه من المجمع.هو الإنسان البسيط الوضيع أصبح معلّمًا يفحم معلّمي الشريعة بمنطقه وتحليله.وعندما تسكت البراهين المقنعة، يلجأ المتعنّت إلى العنف لتعزيز مواقفه.بئس الخيار!

~تأمل في النص~

إعتاد علماء الشّريعة الجدال والنّقاش والتّفسير، إنّما للإختبار الشخصي قوّة إقناع تتجاوز كلّ التعاليم والحوارات.وهكذا توصف“المعرفة”في الكتاب المقدّس، فهي معرفة القلب، معرفة العلاقة الشخصيّة الحميمة، معرفة الحبّ.أمّا عندما تبقى المعرفة للربّ مجموعة معلومات، فيصبح المتمسّك بها متعصّبًا إلى حدّ العنف مع الآخر.لذا من الواجب طرح السّؤال عندما نحيا نوعًا من التطرّف الديني:هل نحن فعلاً اختبرنا حبّ الله ومعرفته الباطنيّة في نفوسنا؟

~الفكرة الرئيسة~

الإنفتاح على الجديد في الأحداث وفي الآخرين،يمكن أن يكون علامةً للإيمان الحقيقي الذي يبحث ويتقدّم في معرفته.فما يتناقض جدًّا مع الإيمان ليس الشكّ بقدر ما هو اليقين.

~صلاة~

رغبتي يا ربّ أن أكون لك تلميذًا حقيقيًّا فأعطني روح الانفتاح على كلمتك وعلى الآخرين.

~قرار اليوم~