مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

يسوع خبز الحياة(يوحنّا6: 32-47)

~النص البيبلي~

32فأجابَهُم يَسوعُ: “الحقَّ الحقَّ أقولُ لكُم:ما أعطاكُم موسى الخُبزَ مِنَ السَّماءِ.أبـي وحدَهُ يُعطيكُمُ الخُبزَ الحَقيقيَّ مِنَ السَّماءِ.33لأنَّ خُبزَ اللهِ هوَ الّذي يَنزِلُ مِنَ السَّماءِ ويُعطي العالَمَ الحياةَ”.34قالوا لَه: “يا سيِّدُ، أعطِنا كُلَّ حينٍ مِنْ هذا الخُبزِ”.35فقالَ لهُم يَسوعُ: “أنا هوَ خُبزُ الحياةِ.مَنْ جاءَ إِليَّ لا يَجوعُ، ومَنْ آمنَ بـي لا يعطَشُ أبدًا.36لكنِّي قُلتُ لكُم:تَرَوني ولا تُؤمِنونَ...39وما يُريدُهُ الّذي أرسَلَني هوَ أنْ لا أخسَرَ أحَدًا مِمَّنْ وهبَهُم لي، بل أُقيمُهُم كُلَّهُم في اليومِ الآخِرِ...”.41فتَذَمَّرَ اليَهودُ على يَسوعَ لأنَّهُ قالَ: “أنا الخُبزُ الذي نزَلَ مِنَ السَّماءِ”،42وقالوا: “أما هوَ يَسوعُ اَبنُ يوسُفَ؟ نَحنُ نَعرِفُ أباهُ وأُمَّهُ، فكيفَ يَقولُ الآنَ إنَّهُ نزَلَ مِنَ السَّماءِ؟”43فأجابَهُم يَسوعُ: “لا تتَذَمَّروا فيما بَينَكُم.44ما مِنْ أحدٍ يَجيءُ إليَّ إلاً إذا اَجتَذَبَهُ الآبُ الّذي أرسَلَني، وأنا أُقيمُهُ في اليومِ الآخِرِ...”.

~شرح النص~

مع أنّ المنّ في العهد القديم هو هبة سماويّة، ولكنّه ليس خبز الحياة الذي يعطيه الله في شخص ابنه الوحيد يسوع المسيح.الآباء ماتوا في الصحراء إنّما خبز الحياة عطيّة للأبد.في المسيح، يصبح المؤمن قادرًا على الانفتاح للأمور الإلهيّة، فلا يعود يجوع أو يعطش لهذه الدنيا، تمامًا كما السامريّة التي طلبت مياه الحياة الأبديّة.يعود الإنجيليّ يوحنا دومًا إلى مستويات متعدّدة في الرموز والتعبير، فيلمّح إلى جسد المسيح المبذول حياةً للعالم.الإنسان مدعوّ إلى الاتّحاد بربّه، ولا يكفيه الطعام الأرضي ليعطي معنى لحياته.وهنا يلفت يسوع الانتباه إلى إرادة الآب التي يحقّقها فلا يخسر أحدًا من الذين وهبهم الآب له.ولكن فهم حقيقة الابن وعلاقته مع الآب عسير على اليهود الرافضين أن يؤمنوا.ينظرون إلى هويّة يسوع البشريّة ويتذمّرون من كلامه.الوصول إلى الإيمان ليس إلّا هبة من الآب.

~تأمل في النص~

من يؤمن بابن الله له الحياة الأبديّة.وذلك يتحقّق اليوم، منذ لحظة الإيمان، وليس فقط مستقبلاً بعيدًا.الإيمان يحيي صاحبه ويغذّيه على هذه الأرض، قبل أن ينتقل إلى الحياة الأبديّة.والغذاء الروحي يُقدَّم على مائدتين:مائدة الكلمة ومائدة الإفخارستيّا.فالأمانة للتأمّل بالكتاب المقدّس تصبح طريق حياة يوميّة، صادقة، منسجمة مع الله ومع الذات ومع الآخرين، والأمانة لاقتبال خبز الحياة، تمنح القوّة للمسير في مشيئة الآب.

المسيح خبزنا وقوّتنا وكلمة رجائنا وغذاء حياتنا.

~الفكرة الرئيسة~

يسوع المسيح خبز الحياة الأبديّة وعربون القيامة.إيماني به يدعوني إلى الارتفاع عن الأمور الدنيويّة لتأخذ حياتي معه معنى وتُطبَع بِبُعد القيامة.

~صلاة~

سيّدي أعطنا من خبزك خبز الحياة دومًا أبدًا.علّمنا قيمة الأبديّة في صغائر اللّحظات التي نعيشها، لأنّك دومًا معنا وفينا.

~قرار اليوم~