مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

أنا أبْنِيهِ في ثلاثةِ أيّامٍ(يوحنّا2: 18-22)

~النص البيبلي~

18فقالَ لَه اليَهودُ: “أرِنا آيةً تُجيزُ عَملَكَ هذا؟”19فأجابَهُم يَسوعُ: “إِهْدِمُوا هذا الهَيكَلَ، وأنا أبْنِـيهِ في ثلاثةِ أيّامٍ”.20فقالَ اليَهودُ: “بُنِيَ هذا الهَيكَلُ في سِتٍّ وأربعينَ سنَةً، فكيفَ تَبنيهِ أنتَ في ثلاثَةِ أيّامٍ؟”21وكانَ يَسوعُ يَعني بِالهَيكَلِ جسَدَهُ.22فلمَّا قامَ مِنْ بَينِ الأمواتِ، تذكَّرَ تلاميذُهُ هذا الكلامَ، فآمَنوا بالكِتابِ والكلامِ الّذي قالَهُ يَسوعُ.

~شرح النص~

بدأ هيرودس الكبير بناء الهيكل سنة20ق.م.واكتمل بناؤه سنة64م.ففهم اليهود تطهير الهيكل والإعلان عن نقضه كتحدٍ لافتخارهم بما بنوه، أما الحقيقة فهي أن عمله هو استباق لقيامته، هو هيكل حضور الله الحقيقي.التركيز في هذا النص ليس إذًا على أورشليم، بل على هيكلها، رمز حضور الله وسط شعبه.إنه بيت أبيه، لكن الشعب حوّله إلى مركز تجاري.نجد هذا المشهد عند الإزائيّين الثلاثة، الذين يضعون الخبر قبل موت يسوع بقليل، ويعلنون أنه تسبّب في اتّهامه أمام المجلس.

تصرّف يسوع كإبنٍ له السلطة على بيت أبيه“طرد الجميع…كبَّ دراهم…”وطلب عدم جعل“بيت الله”بيت تجارة.كان يسوع قاسيًا تجاه عبادة المال، فكيف إذا صار الهيكل مركزها؟ لا مجال للمساومة في هذه الأمور، لكن ليس من يقدر على المطالبة بذلك سوى محقّقُ الوعود(مزمور69: 10).

أراد اليهود آية، فكان جواب يسوع أنه بتجسّده صار هو مسكن الله الحق، وجسده هو الهيكل الحقيقي الذي لا يمكن أن يُنجَّس، وإن هُدم يُبنى من جديد لأنه القيامة والحياة.كان الهيكل معدًّا ليقدِّم فيه الكهنة الذبائح لله، لكنّ يسوع هو الكاهن الأوحد الذي قدَّم ذاته ذبيحة وقام في ثلاثة أيام.هذا ما لم يفهمه التلاميذ إلاّ بعد القيامة… “فآمنوا بالكتاب وبالكلام الذي قاله”.

~تأمل في النص~

عمل الشعب عبر التاريخ مرة وإثنتين وثلاث مرّات على بناء هيكل يليق بالله فأين الله في هذا الهيكل؟ نسي الناس الآتون للقاء الله في العيد العظيم جوهر العيد.ضاع الإيمان بالخلاص وبضرورة التوبة، وتحوّل العيد إلى مجرّد طقوس لا روح لها.أراد يسوع من عمله التركيز على جسده الهيكل الحق.لكن حقيقة الآية لم تتضح إلا بعد قيامة يسوع من الموت.كما في آية قانا الجليل، نعبر من مستوى الرمز إلى مستوى الحقيقة.فمن خلال جسد يسوع، تتّضح للمؤمنين حقيقة إرادة الله الخلاصيّة الواحدة منذ الخلق في بدايات الأزمنة، مرورًا بكل العهود التي أبرمها الرب مع الإنسان.

~الفكرة الرئيسة~

رفض اليهود تطهير الهيكل وقبلوا بقتل الهيكل الحق يسوع المسيح،لكنه قام وأقام كل من يؤمن به.

~صلاة~

طهّرْ يا رب قلوبنا من كل خطيئة تُدنّسُنا فنستحق أن نكون بيتًا لك، هياكل لروحك القدوس، وصورة متجسّدة لمحبة الآب.آمين.

~قرار اليوم~