مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

إلاَّ إذا وُلِدَ ثانِـيةً(يوحنّا3: 1-3)

~النص البيبلي~

3وكانَ رَجُلٌ فَرِّيسِيٌّ مِنْ رُؤساءِ اليَهودِ اَسمُهُ نيقوديموسُ.2فجاءَ إلى يَسوعَ ليلاً وقالَ لَه: “يا مُعَلِّمُ، نَحنُ نَعرِفُ أنَّ اللهَ أرسَلَكَ مُعَلِّمًا، فلا أحَدٌ يَقدِرُ أنْ يَصنَعَ ما تَصنَعُهُ مِنَ الآياتِ إلاَّ إذا كانَ اللهُ معَهُ”.3فأجابَهُ يَسوعُ: “الحقَّ الحقَّ أقولُ لكَ:ما مِنْ أحَدٍ يُمكنُهُ أنْ يَرى مَلكوتَ اللهِ إلاَّ إذا وُلِدَ ثانِـيةً”.

~شرح النص~

بعد الآية الأولى التي“فعلها يسوع في قانا الجليل، حيث أظهر مجده”، وكشف أنه هو المسيح المنتظر، وبعد موقفه من الهيكل الذي يكشف أنه ابن الله، يقدِّم لنا الإنجيلي يوحنّا ثلاثة أجوبة عن هذا الكشف:جواب من يهودي هو نيقوديموس الفريسي(يوحنّا3: 1–36)، تتخلّله شهادة لـيوحنّا المعمدان(يوحنّا3: 22–30)؛ وجواب من امرأة سامريّة(يوحنّا4: 1–42)؛ وجواب من وثني إثر آية ثانية قام بها يسوع في قانا الجليل(4: 43–54).في هذا النص نقرأ جواب نيقوديموس اليهودي، على كشف يسوع عن نفسه.

يدور الحدث حول زيارة ليليّة قام بها“إنسان من الفريسيين اسمه نيقوديموس”، لكنّ جوهر الحدث حوار سرعان ما يتحوّل إلى خطاب يكشف فيه يسوع عن نفسه، ويبرز جهل هذا المعلّم الفرّيسي، المسؤول المملوء من معرفته.

بعد الآيات التي قام بها يسوع، توصَّل نيقوديموس، وهو“رئيس لليهود”إلى منطقيّة، لكنّها تتوقّف عند المعرفة البشريّة ترتكز على الآيات: “لا أحَدٌ يَقدِرُ أنْ يَصنَعَ ما تَصنَعُهُ مِنَ الآياتِ إلاَّ إذا كانَ اللهُ معَهُ”.اعترف به“معلّمًا”، لكن جواب يسوع أتى مفاجئًا:لا!العلم لا يكفي.والارتكاز على الآيات بهدف الوصول إلى معرفة الله، لا يوصل إلى الملكوت.فمن يبحث عن طريق السماء مدعوّ إلى ولادة جديدة تؤهّله لرؤية ملكوت الله.والمطلوب رؤية أعمق تتخطّى أمور الجسد، لمعرفة العمق اللاهوتي لأعمال يسوع.

~تأمل في النص~

في الحوار بين يسوع ونيقوديموس ثلاثة أقسام، يتناول الأول مسألة“قبول الروح” (3–8)؛ والثاني مسألة“معرفة الابن” (9–14)والثالث مسألة“عطية الآب” (15–17).بهذه الثلاثة يصل المؤمن إلى الحقيقة ويأتي إلى النور(18–21).

توصَّلَ هذا المعلم في إسرائيل إلى نتيجة أكيدة مفادها إن“الله مع يسوع”، فجاء إليه“ليلاً”يريد محادثته ولكنّه منغلق على معرفته“نحن نعلم”.لكن يسوع أراد نزع كل أقنعة المعرفة الناقصة التي يتمسّك بها هذا المعلّم من دون أن يصل إلى معرفة الجوهري:ضرورة قبول نعمة من فوق ليتمكّن من دخول الملكوت.

~الفكرة الرئيسة~

لن يتمكن أحد من دخول الملكوت الأبدي إن لم يقبل نعمة الرب.

~صلاة~

نحن نعلم الكثير عنك يا رب، ونعرف أنك من الله أتيت لخلاصنا، لكننا نحتاج اليوم إلى نعمة إلهية تخرجنا من أفكارنا البشرية والعلمية وتدخلنا في منطق المحبة والنعمة.آمين.

~قرار اليوم~