مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

بَيت أبـي(يوحنّا2: 13-17)

~النص البيبلي~

13واَقترَبَ عِيدُ الفِصحِ عِندَ اليَهودِ، فصَعِدَ يَسوعُ إلى أُورُشليمَ.14ورأى في الهَيكَلِ باعَةَ البقَرِ والغنَمِ والحَمامِ، والصَّيارِفَةَ جالِسينَ إلى مناضِدِهِم،15فجَدَلَ سَوطًا مِنْ حِبالٍ وطرَدَهُم كُلَّهُم مِنَ الهَيكَلِ معَ الغنَمِ والبقَرِ، وبَعثَرَ نُقودَ الصَّيارِفَةِ وقَلَبَ مناضِدَهُم،16وقالَ لِباعَةِ الحَمامِ: “إِرفَعوا هذا مِنْ هُنا، ولا تَجعَلوا مِنْ بَيتِ أبـي بَيتًا لِلتِّجارَةِ”.17فتذكَّرَ تلاميذُهُ هذِهِ الآيةَ: “الغَيرةُ على بَيتِكَ، يا اللهُ، ستأكُلُني”.

~شرح النص~

في الآية الأولى أظهر يسوع أنه“المسيح المنتظر”، وتأتي“آية”تطهير الهيكل لتُظهر أنه“ابن الله”.بعد آية قانا، نزل يسوع وجماعته(أمّه وأخوته وتلاميذه)إلى كفرناحوم(قرية ناحوم أو قرية التعزية)، وهي قرية في الجليل كانت مركز الجماعة الأولى(آية12).لكن أورشليم هي المدينة الهدف حيث سيظهر مجد الرب.

يذكر يوحنّا ثلاثة أعياد فصح يصفهم بـ”فصح اليهود” (13:2؛4:6؛55:11)، لكن الأخير سيتحوّل إلى“عيد الفصح” (1:13).وكما في الآية الأولى التي تستبق الآية الأعظم، يبدو تطهير الهيكل والإعلان عن نقضه، استباقًا لقيامة الرب، هيكل حضور الله الحقيقي.التركيز في هذا النص ليس إذًا على أورشليم، بل على هيكلها رمز حضور الله وسط شعبه(مرقس26:2).إنه“بيت أبيه” (لوقا49:2)لكن الشعب حوّله إلى مركز تجاري.نسي الناس الآتون للقاء الله في العيد العظيم جوهر العيد.ضاع الإيمان بالخلاص وضرورة التوبة، وتحوّل إلى مجرّد طقوس لا روح لها.أخذت الحيوانات مكان الإنسان الذي لم يعد يقدّم ذاته لربّه، وأخذ الصيارفة والتجّار مكان المصلّين الخاشعين.

نجد هذا المشهد عند الإزائيّين الثلاثة، الذين يضعون الخبر قبل موت يسوع بقليل(متى10:21–17؛ مرقس15:11–19؛ لوقا45:19–46)، ويعلنون أنه تسبّب في اتّهامه أمام المجلس.

~تأمل في النص~

أخذت الحيوانات مكان الإنسان الذي لم يعد يقدّم ذاته لربّه، وأخذ الصيارفة والتجّار مكان المصلّين الخاشعين، وجعلوا من المال صنمًا يتعلّقون به، وأصمّوا آذانهم عن تنديد الأنبياء.لم يحطّم، ولم يكسر بل طرد الحيوانات، ورمى المال، وطلب من الباعة…قام يسوع بفعلة نبويّة على مثال ما كان أنبياء شعبه يفعلون، ليطال هدفين:أولاً توبيخٌ موجّه لمن يديرون الهيكل وينجّسونه؛ وثانيًا تعليم موجّهٌ إلى التلاميذ، مفاده عدم الخوف أمام حدث دمار الهيكل، الذي كان قد تمّ ولم يعد له أثر حين دُوِّن الإنجيل، لأن هيكل المسيحيين هو يسوع إبن الله، وقيامته هي البرهان.

~الفكرة الرئيسة~

يسوع هو الهيكل الحقيقي الذي لا يمكن أن يُنجَّس،وإن هُدم جسده فإنه يُبنى من جديد لأنه القيامة والحياة.

~صلاة~

يا رب لا تسمح بأن ننسى جوهر الصلاة واللقاء بك.لا تسمح بأن نضيّع حقيقة الإيمان بالخلاص وبضرورة التوبة، لا تسمح بأن نحوّل صلاتنا إلى مجرّد طقوس لا روح لها.آمين.

~قرار اليوم~