مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

إلاَّ اَبنُ الإنسانِ الّذي نزَلَ مِنَ السَّماءِ(يوحنّا3: 9-13)

~النص البيبلي~

9فقالَ نيقوديموسُ: “كيفَ يكونُ هذا؟”10أجابَهُ يَسوعُ: “أنتَ مُعَلِّمٌ في إِسرائيلَ ولا تَعرِفُ؟11الحقَّ الحقَّ أقولُ لكَ:نَحنُ نتكَلَّمُ بِما نَعرِفُ، ونَشهَدُ بِما رأينا ولكنَّكُم لا تَقبَلونَ شَهادَتَنا.12فإذا كُنتُم لا تُصدِّقونَ ما أُخبِرُكُم عَن أمورِ الدُّنيا، فكيفَ تُصدِّقونَ إذا أخبَرتُكُم عَنْ أمورِ السَّماءِ؟13ما صَعِدَ أحَدٌ إلى السَّماءِ إلاَّ اَبنُ الإنسانِ الّذي نزَلَ مِنَ السَّماءِ…”.

~شرح النص~

ما يدور بين يسوع ونيقوديموس ليس سوى صدى للحوار بين المسيحيين الأوائل واليهود، بحيث يعكس النص ازدواجيّة تاريخيّة تتمثّل أولاً بحدث يسوع ونيقوديموس من جهة، وقصّة الجماعة المسيحيّة والمجمع اليهودي من جهة ثانية.لذلك نقرأ كلامًا بالمفرد، وبالجمع في الوقت عينه“لا تتعجّب أني قلت لك:ينبغي أن تولدوا من فوق”.أما في آية11فيتحوّل الكلام إلى صيغة الجمع، في توضيح لما هو غامض في الحوار اليهودي–المسيحي.

في النص تشديد على أن يسوع هو الوسيط الأوحد، وأن رسالته الخلاصيّة تقوم في أنه إنسان وإله في الوقت عينه، وأنّ موته ليس سوى صعود إلى حيث كان قبل نزوله.في كلام يسوع عن نزول ابن الانسان شرح للتجسّد على أساس العهد القديم كما نقرأ مثلاً في خروج19: 11 “…وا‏ستَعِدُّوا لليومِ الثَّالِثِ.ففي اليومِ الثَّالِثِ أنزِلُ أمامَكُم على جبَلِ سيناءَ”، وفي سفر العدد11: 17 “فأنزِلُ أنا وأتكَلَّمُ معَكَ هُناكَ، وآخُذُ مِنَ الرُّوحِ الّذي عليكَ وأُحِلُّهُ علَيهِم، فيَحمِلون معَكَ أثقالَ الشَّعبِ”، ولكن مع تبديل كلمة“الله”بكلمة“ابن الانسان”.إن الرب الذي نزل من السماء هو يسوع المسيح“ابن الانسان”و“ابن الله”.في الآية13ملخّص عن كل أعمال المسيح:التجسّد، وأعمال الفداء والخلاص حتى الصعود.إن الإيمان هو جواب الإنسان عن رسالة يسوع الذي تجسّد لخلاص البشر.من خلاله ينفتح الإنسان على“الأشياء السماوية”.

~تأمل في النص~

ومن جديد يعود نيقوديموس للتساؤل“كيف يكون هذا؟”.مع أنه معلّم، هو بحاجة إلى المعلّم القادر على كشف ما لا يراه الإنسان.يسوع يعلم عمّا يتكلّم، لأنه وحده القادر على كشف العالم الجديد، عالم الملكوت.وحده القادر على كشف سرّ الله، لأنه ابن الله الذي صار بشرًا والقادر بالتالي على التكلّم عن الروح بلغة البشر، والعودة إلى السماء.هذا ما سيتم بارتفاعه على الصليب، صورة الموت الذي يتحوّل جسرًا إلى الحياة.تمامًا كما الحيّة في الصحراء التي تحوّلت من رمز للموت إلى علامة للخلاص بكلمة الرب كما سنقرأ في ما يلي.

~الفكرة الرئيسة~

السماويات هي النصيب المعدّ لأولاد الله في السماء،وهو ما يبدأ هنا على الأرض لمن يعرف كيف يسمع الروحانيات ويفهمها.

~صلاة~

نحن من الله خُلِقنا يا رب، وإليه يجب أن يكون مآلنا.لكننا نغرق كل يوم في أفكار هذا العالم الضائع، فنضيّع الطريق والحق والحياة.إهدنا يا رب كل يوم من جديد فنهتدي إليك ونحصل على سمائك التي أعددتها لنا.آمين.

~قرار اليوم~