مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

لم تأتِ ساعتي بعد(يوحنّا2: 3-11)

~النص البيبلي~

3ونفَدَتِ الخَمرُ، فقالَت لَه أُمُّهُ: “ما بَقِـيَ عِندَهُم خمرٌ”.4فأجابَها: “ما لي ولَكِ، يا اَمرأةُ، ما جاءَت ساعَتي بَعدُ”.5فقالَت أُمُّهُ لِلخدَمِ:“إعمَلوا ما يأمُرُكُم بِه”.6وكانَ هُناكَ سِتَّةُ أجرانٍ مِنْ حجَرٍ يتَطَهَّرُ اليَهودُ بِمائِها…7فقالَ يَسوعُ لِلخدَمِ:“إملأُوا الأجرانَ بالماءِ”.فمَلأوها حتّى فاضَت8فقالَ لهُم: “إِستَقوا الآنَ وناوِلوا رَئيسَ الوَليمَةِ”.فناوَلُوهُ.9فلمَّا ذاقَ الماءَ الّذي صارَ خَمرًا…دَعا العَريسَ10وقالَ لَه: “…أما أنتَ فأخَّرتَ الخَمرَ الجيِّدةَ إلى الآنَ!”11هذِهِ أُولى آياتِ يَسوعَ، صنَعَها في قانا الجَليلِ.فأظهَرَ مَجدَهُ، فآمَنَ بِه تلاميذُهُ.

~شرح النص~

أجاب يسوع أمه“لم تأتِ ساعتي بعد”لأن الساعة هي ساعة المجد، وتمام عمل الخلاص، هي ساعة تاريخيّة أتت ولم تتحقّق بعد، لكنّ يسوع لن يبخل بإعطاء من يطيع آية تكون رمزًا“للساعة”واستباقًا لها.في هذا الإطار، يأتي جواب يسوع“مَا لِي وَلَكِ يَا امْرَأَةُ!لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ”ليس كفصلٍ بينه وبين أمّه، بل كاتّحاد كاملٍ بينه وبينها: “ما لنا يا امرأة”ولأعراس البشر هذه.العرس الذي نحقّقه هو عرس“الساعة”، ساعة ظهور مجد الله.

أراد الإنجيلي أن يُبرز دور أم يسوع في الحدث، فهي التي وضعت يسوع في أجواء حالة النقص التي يعاني منها شعبها، وهي التي أطلقت الحركة.هي“المرأة”في أولى آيات الإبن، وهي“المرأة”الشاهدة والمشارِكة في الآية العظيمة، آية الصليب(يوحنّا26:19).ملأ الخدم أجران طهارة الشريعة، التي كانت فارغة، ماءً(حوالي720ليترًا من المياه!)، فتحوّلت بإرادة الرب إلى خمر نعمة تفيض لتُفرِح.

لم يقم يسوع بالآيات طلبًا لمجد بشري زائل، بل ليتمجّد الآب فيه.لكن هذا المجد لن يصل إلى تمامه إلا على الصليب، ليطال التلاميذ أيضًا فيؤمنوا به“في اليوم الثالث”.

~تأمل في النص~

خلق الله البشريّة لتحيا عرسًا أبديًا.في عرس قانا الجليل كانت“أم يسوع”المرأة الجديدة حاضرة، وقَبِلَ يسوع الدعوة، وتلاميذه معه، فعليهم أن ينتقلوا، مع مريم، من العهد القديم حيث“زوجك هو خالقك” (إشعيا54: 5)إلى العهد الجديد حيث كلمة الله الذي صار بشرًا هو عريس البشريّة وفاديها.

أرادت بـ”أم يسوع”إظهار مجد ابنها، فقَبِلَ دعوتها لينقلها إلى مستوى جديد.لم يرفض الآية بل سألها أن ينتقلا من المستوى الذي لا يليق بالجديد الذي أتي به: “ما لنا”بالوعود الأرضيّة فالجديد آتٍ ولو“لم تأتِ ساعتي بعد”.إنها ساعة يعطي دمه خمرًا لعرس لا ينتهي، وحيث تكون“هي المرأة”الجديدة إلى جانب آدم الجديد لتقبل منه“التلميذ الحبيب”، صورة الإنسانيّة الجديدة، الذي يقبلها بدوره.وفهمت مريم فقالت“اعملوا ما يأمركم به!”

لن يأخذ خبر قانا كل معناه وأبعاده إلا على ضوء القيامة.لكن على كلٍ أن يقوم بدوره منذ الآن.

~الفكرة الرئيسة~

الرب وحده هو القادر على تغيير الأمور وجعل الحالة الميؤوس منها عيدًا حقيقيًا لا ينتهي.

~صلاة~

يا ربي يسوع، أعراسنا وأفراحنا فيها غصة دائمة ونقص مؤلم لا نعرف دواءه.علّمنا أن نصغي الى ما قالته أمك، فنعمل ما تأمرنا به، ويفيض الفرح في بيوتنا وعالمنا، ونرى مجدك.آمين.

~قرار اليوم~