YouVersion Logo
Search Icon

مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثاني

DAY 92 OF 366

~ شرح النص ~

في هذه الفقرة الأخيرة من الإنجيل تكتمل وعود السيّد المسيح وسلسلة الأحداث التي تنبّأ بها: تسليمه والتنكيل به وصلبه وموته وصولاً إلى قيامته. وتنقل هذه الآيات الأربعة الأخيرة صعوده إل الآب في تتميم للهدف والمصير اللّذين كان يسير نحوهما واللّذين أعلنهما أمام مجلس رؤساء اليهود (لو 22: 69). وبالفعل أظهر الربّ القائم من الموت مجده لسمعان
(لو 23: 34) ولتلميذيّ عماوس (24: 15–31) ولجماعة التلاميذ الذين كانوا مجتمعين في أورشليم (آ آ 36–53). تشكّل نقطة انتهاء إنجيل لوقا أي صعود الربّ نقطة انطلاق كتابه أعمال الرسل (1: 9–11)، في قلب الوصف الحسّيّ الذي يفصّل عمليّة الإرتفاع إلى السماء، علينا أن نفهم عمليّة الصعود على أنّها حالة انفصال المسيح عن الأرض وعودته إلى السماء لكي يكون في كامل مجده عن يمين أبيه السماويّ حيثما سيرسل الروح القدس الذي وعد به تلاميذه لينفحهم بقوّة من العُلى ( 24: 49). من هنا يشكّل مشهد الصعود الظهور الأخير للمسيح القائم من بين الأموات إلى جمهور التلاميذ بصورة حسّيّة ليودّعهم في ظلّ اتّحادهم كنواة جماعة. ومنذ هذه اللحظة سيكون حضور المسيح الحسّيّ والمرئيّ في عمليّة كسر الخبز (24: 35) ومن خلال ما وعد به أبيه (24: 49). يبشّر لوقا في نهاية إنجيله كما في بدايته بالفرح الذي ولّده المسيح في صعوده نحو الآب السماويّ كما في نزوله وحلوله في حشا البتول، إنّه فرح بشارة الملاك بأنّ الله مع شعبه، وهو فرح لم ينتزعه انفصال الربّ العموديّ الاتّجاه عن خاصّته بما أنّه حافظ على نوعيّة حضور بديلة منحت تلاميذه قوّة للشهادة وللاستشهاد في سبيل بشارة الفرح.

~ تأمل في النص ~

لم يشأ المسيح أن يترك تلاميذه في حيرة من أمرهم بل حرص على إظهار ذاته لا لشخص أو اثنين إنّما للأحد عشر ليزيل كلّ شكّ من قلوبهم ويزرع الفرح والرجاء في نفوسهم ويذكّرهم بالمهمّة التي ستوكل إليهم بعد صعوده إلى الآب. كان هذا الظهور الأخير للربّ علامة حيّة بأنّ كل الوعود التي قطعها عليهم هي حقيقيّة وهذا ما أدخلهم في فرح عظيم لأنّهم عرفوا بأنّ الزمن المسيحانيّ قد حلّ حقًّا بعد طول انتظار وبأنّ عهد الخلاص قد تحقّق وسيكونون أداته على الأرض لنشره في كلّ بقاع المسكونة وستنطلق بشارة الفرح من أورشليم. ما يهمّنا اليوم من خبر الصعود هذا هو أن نفهم بأنّ صعود يسوع إلى الآب أدخل التلاميذ في حالة انتظار لازموا فيها الهيكل ليلتزموا بالصلاة إلى حين تحقّق وعد المسيح بإرسال روحه القدّوس لتتميم مشيئته على الأرض. إنّ حالة الإنتظار والصلاة هذه هي خبز المؤمن المسيحيّ اليوميّ الذي يعي من باب إيمانه بأنّه امتداد لعمل الله الخلاصيّ وبأنّه يتلقّى الفهم والتنوير الإلهيّ بواسطة الروح القدس الذي يرشده إلى سبل الخير ويعضده في البشارة وفي عيش تعاليم المسيح ووصاياه؛ إنّ ترقّب الربّ في كلّ حين وتوخّي مشيئته يجبلنا بالرجاء وإنّ تلمّسنا لتدخّلاته تُدخلنا في سرّ الفرح المسيحيّ، فالمؤمن الحقيقيّ يعيش من الفرح المتأتّي عن اليقين بحضور الآب وبتجاوبه مع كلّ الطلبات التي نرفعها إليه باسم يسوع.

~ الفكرة الرئيسة ~

إنّ صعود المسيح إلى السماء وجلوسه عن يمين الآب أدخل رسله في فرح عظيم وفي حالة إنتظار وصلاة يترقّبون فيها تحقّق وعد المسيح بإرسال روحه القدس عضدًا للبشارة.

~ صلاة ~

لتكن حياتي يا ربّ عمليّة دخول دائمة إلى هيكل نفسي أترقّب فيها أنوارك السماويّة لكي أتمكّن من تتميم إرادتك على الأرض كما في السماء. آمين.

~ قرار اليوم ~

Scripture

About this Plan

مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثاني

هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.

More