مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~شرح النص ~
في أغرب عمليّة استجواب قضائيّ، أدان السنهدريم اليهوديّ يسوع بالاستناد إلى شهادة انتزعوها منه انتزاعًا ليحكموا عليه بما يجول في خاطرهم (لو 22: 70–71). وقد كانت المجالس اليهوديّة في ذلك العصر تتمتّع بنوعٍ من الحرّيّة القضائيّة وخصوصًا في الأمور الدينيّة والشرعيّة، غير أنّ تنفيذ عقوبات الإعدام كان يقتضي الحصول على موافقة السلطة الرومانيّة (يو 18: 31). من هنا اضطرّ اليهود إلى نقل محاكمة يسوع إلى البلاط الرومانيّ لإخضاعه لأعلى سلطة في الحكم السياسيّ المهَيمن آنذاك أي “بيلاطس البنطي”، وستزداد جلسة المحاكمة غرابة حينما ستتبدّل كليًّا مادّة الاتّهام لتأخذ طابعًا سياسيًّا بعيدًا عن الصيغة الدينيّة التي أحاطت بالإتّهام اليهوديّ الأوّل. أمام الرومان، اتُّهم اليهود يسوع بإثارة فتنة شعبيّة من خلال التحريض على الامتناع عن دفع الجزية – وهذا طبعًا إدّعاء كاذب بالاستناد إلى لو20: 25، كما اتُّهم بترويج نفسه على أساس أنّه ملك ممسوح وهذا طبعًا يذكّرنا باعتراف بطرس (لو 9: 20) إنّما أيضًا بالتنبيه الذي وجّهه يسوع لتلاميذه لتجنّب تكرار ما قاله بطرس (لو 9: 21). وعندما واجه اليهود يسوع بهذا اللقب، كشف لهم عن البُعد الحقيقيّ لهذه الصفة الإلهيّة (لو22: 67، 70). بالرغم من تحوير اليهود لدائرة الاتّهام وتسييسهم للمحاكمة، لم يجد الرومان المتُّهم مذنبًا (آ 4) ليثبُت في نهاية المطاف بأنّ من حكم على يسوع بالصلب والقتل هم أهل بيته وخاصّته.
~تأمل في النص ~
لم يكن مهمًّا بالنسبة إلى رؤساء اليهود الوصول إلى معرفة الحقيقة بقدر ما كان مهمًّا التخلّص من يسوع بأيّ وسيلة كانت. ولـمّا فرغت جعبتهم من الحجج لجأوا إلى الافتراء ولفّقوا تهمتين سياسيّتين لإثارة حفيظة الرومان واجتذابهم إلى معسكرهم كي يحقّقوا لهم هدف الإنهاء على يسوع ورسالته. عندما يتشبّث الإنسان بفكره لا يعود يكترث للحقّ بل يسعى إلى تثبيت قناعته مهما كلّف الأمر. لقد أعمى الحسد بصيرة مسؤولي اليهود ووجدوا أنّ مركزهم مهدّد وشعبيّتهم إلى انحدار، فلجأوا إلى المواربة والخبث وحوّلوا يسوع إلى مجرم سياسيّ ليثيروا نقمة الرومان عليه. اعتبر علماء اليهود بأنّ يسوع يهدّد قدسيّة شريعتهم، فوقعوا في شرّ مكيدتهم وقاموا بأنفسهم بخرق الشريعة من خلال ارتكاب الكذب والتحايل ومن خلال قتلهم لسيّد الشريعة. صُلِب يسوع لأنّه سَلَب ولاء الشعب من قبضة أولياء اليهود، فتحوّل هؤلاء إلى أعداء بسبب حسدهم وخوفهم على سمعتهم.
~الفكرة الرئيسة ~
عندما يسيطر الشرّ على عقل الإنسان يجرّده حتّى من الخير الذي فيه ويفقده السيطرة على تصرّفاته ويحرّره من إنسانيّته فيرتكب أشنع الخطايا وفي ظنّه أنّه يؤدّي عبادة لله.
~صلاة ~
حرّر عقلي يا الهي من خطر التشبُّث بأفكاره لئلاّ تُعمى بصيرتي عن إدراك حقيقة الأمور من حولي. آمين.
~قرار اليوم ~
Scripture
About this Plan

هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.
More
Related Plans

Be the Man They Need: Manhood According to the Life of Christ

Growing Your Faith: A Beginner's Journey

Heaven (Part 1)

Made New: Rewriting the Story of Rejection Through God's Truth

Drawing Closer: An Everyday Guide for Lent

Kingdom Parenting

Experiencing Blessing in Transition

Heaven (Part 3)

Hebrews: The Better Way | Video Devotional
