مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~شرح النص ~
بحسب تث 19: 15، لا تثبت الشهادة على امرئ إلاّ بشهادة شاهدين، وعلى براءة يسوع من التُهم الموجّهة إليه، شهد كلّ من الحاكم الرومانيّ بيلاطس والحاكم الفلسطينيّ هيرودس في ظلّ إصرار يهوديّ على المعاندة والمطالبة بإهدار الدم. نشهد في هذا النصّ على محاولة ثلاثيّة لبيلاطس لإقناع اليهود بالعدول عن قرارهم، وأمّا هم فلا يقيمون وزنًا للتحكيم الرومانيّ ويغتنمون فرصة العيد للمطالبة بتحرير مجرم مذنبٍ بتهمتَي القتل وإثارة الفتن.كان إسمه “برأباس” أي “إبن الأب” فيكون اليهود بذلك قد تخلّوا عن ابن الآب البارّ (23: 47) لصالح إبن أبٍ بشريٍّ أخلوا سبيله لكونه لا يشكّل خطرًا على مصالحهم ولا على قناعاتهم الشخصيّة. حاول بيلاطس أن يخفّف من حدّة نقمة اليهود ويحاورهم في قرارهم من خلال إعطائهم حلّاً بديلاً يقضي بتأديب يسوع من خلال جلده. غير أنّ هذه المحاولة كشفت عن مدى وقوع اليهود تحت وطأة سلطان الظلام (لو 22: 53) فطالبوا بإنزال أشدّ العقوبات شراسة من خلال مطالبتهم بصلب يسوع (آ آ 21، 23)، أمام هذا الكمّ من الحقد، استسلم بيلاطس إلى عشوائيّة قرار اليهود وأسلم يسوع إلى مشيئتهم (آ 25) ليُحصى مع المجرمين (لو 22: 37). في نهاية المطاف، ستثبّت أورشليم مرّة جديدة بأنّها مذنبة بقتل الأنبياء والمرسلين إليها (لو 13: 34) في إقامتها لمحاكمة اتّسمت بأشدّ أنواع الظلم والإجحاف في تاريخ البشريّة.
~تأمل في النص ~
“ظُلِم وهو خاضع وما فتح فاه، كان كنعجة تُساق إلى الذبح، وكخروفٍ صامتٍ أمام الذين يجزّونه ولم يفتح فمه” (إش 53: 7). بين فقرات الإنجيل التي تنقل جلسات استجواب يسوع وتنقّله بين السلطات الحاكمة واليهود وصولاً إلى الصلب لا يسعنا سوى التوقّف عند وداعة المسيح الذي لم يقاوم لا إعتقاله ولا جلسات الإستجواب المستهجنة ولا أفعال الإستهزاء والسخرية، إنّما خضع كما وصفه إشعيا في نبوءته لمشيئة البشر ونزواتهم. لم يعترض المسيح على السلطة المحليّة ولم يثر في وجهها على الرغم من كونها سلطة مدنيّة غير يهوديّة لها كلمة فصل في الحكم عليه بالموت أو بإطلاق سراحه. بالنسبة إلى الحاكم الرومانيّ، تكمن المشكلة في أنّ يسوع لم يفعل شيئًا يستوجب به الموت (آ 15)، ولم يخترق أيّ قانون مدنيّ ولم يستدرّ العصيان بالرغم من اتّهامات اليهود. ولكن أمام إصرار شعبيّ، وافق بيلاطس على تسليم يسوع إلى مشيئتهم (آ 25). في الوقت الذي ميّز فيه الرومانيّ الوثنيّ براءة يسوع في أعماله وكلماته، أصرّ اليهود على تخلية من ثبتت عليه تهمة إثارة الشغب والفتن وإنزال العقاب الذي يستحقّه هذا المجرم بيسوع ليُطبقوا على رسالته، واستغلّ بذلك رجال الدين السلطات المدنيّة لنيل مأربهم.
~الفكرة الرئيسة ~
تكلّم يسوع منطقًا غريبًا عن مفهوم اليهود للشريعة فخافوا على نهج عيشهم وحسدوا شعبيّته وضغطوا على الحكم المدنيّ غير آبهين بحكمة كل من بيلاطس وهيرودس التي برّأت يسوع.
~صلاة ~
علّمني الوداعة يا ربّ كي أشهد بمَثَلِك إن ظُلِمْت وأتجنّب الحكم على سواي إن سُئلت. آمين.
~قرار اليوم ~
Scripture
About this Plan

هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.
More
Related Plans

Be the Man They Need: Manhood According to the Life of Christ

Growing Your Faith: A Beginner's Journey

Heaven (Part 1)

Made New: Rewriting the Story of Rejection Through God's Truth

Drawing Closer: An Everyday Guide for Lent

Kingdom Parenting

Experiencing Blessing in Transition

Heaven (Part 3)

Hebrews: The Better Way | Video Devotional
