مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~شرح النص ~
خضع يسوع لعالم الظلمة خضوعًا كاملاً، فلم يقاوم التعدّيات الجسديّة ولا الكلاميّة على شخصه، بل ارتضى اللّطم والشتائم وبقي وحيدًا في مواجهته هذه بعد انسحاب جميع تلاميذه؛ إنّها معركته الخاصّة ضدّ سلطان الظلام. لقد سبق وتنبّأ بأنّه سيكون عرضةً للإستهزاء والشتيمة والتعنيف (لو 18: 32؛ 22: 64)، وفي ذلك كلّه بقي سيّد الموقف، فلم ينتفض على وضعه بكلمة، وسمح لمضطهديه بأن يسوقوه كما يحلو لهم. بعد أن قضى الليل في تلقّي التعذيب، استدعاه مجلس رؤساء اليهود للإستجواب. خلافًا لمرقس (مر 14: 55–59)، لا يذكر لوقا استحضار شهود للمحاكمة، بل سُلّطت الجلسة على مساءلة كريستولوجيّة ليسوع منفردًا تُحقِّق في هويّته على أنّه المسيح المنتظر أوّلاً وابن الله ثانيًا، وهذا طبعًا صدى للإعلان الملائكيّ المزدوج في البشارة “سيكون عظيمًا وابن الله يُدعى، يعطيه الربّ الإله عرش أبيه داود” (لو1: 32، 35). لن يعطي يسوع لمن لا يؤمن به أساسًا جوابًا مباشرًا، فمعرفة سرّ الله لا تُفرض على العقل المشكّك، إنّما هي نعمة تُعطى لمن يؤمن دون أدلّة حسّيّة. ومع ذلك، فإنّ يسوع يلجأ إلى كتب العهد القديم التي تشهد لمجده الآتي (مز 110: 1؛ دا 7: 13؛ لو 22: 69). وستأتي الإدانة الفعليّة نتيجة سؤال يسوع حول ما إذا كان ابن الله (آ 70)، إذ إنّه لن ينكر ما يعلنه أعداؤه جهارًا دون إيمان منهم.
~تأمل في النص ~
لقد رسم لنا يسوع نهجًا في التعاطي مع خصومنا يجنّبنا الإنغماس في سجالات عقيمة نبرّر فيها ذواتنا أمام من يرفض أصلاً الاعتراف بقناعاتنا؛ حتّى وإن كنّا نملك الحقيقة الكاملة فإنّ الدخول في معركة إثبات وجهات نظر مع أشخاص رافضين أصلاً لمبدأ الإيمان يضعنا في موقف ضعيف. بقي المسيح سيّد الموقف لأنّه لم يقاوم من اعتدى عليه أو شتمه، ومع ذلك فقد أعلن مسبقًا بأنّ من رفضه قد رفض أيضًا الآب الذي أرسله وبالتالي فإنّ التعدّي على المسيح كان تعدّيًا مباشرًا على الآب. وفي الخطّ نفسه أعلن المسيح بأنّ كلّ من يرفض الرسل يرفضه أيضًا (لو 10: 16) وعليه فإنّ أيّ اضطهاد نشنّه على تلميذ للمسيح، فإنّنا نشنّه عليه مباشرة. من هنا طبعًا لا يمكننا أن نتهاون مع فكرة الإنتقاد أو السخرية من أيّ تصرّف يصدر عن أحبّاء للمسيح فمن عاش كلامه عاش بوحدة معه وانعكس ذلك على حياته ونواياه وكلّ من واجه هذا الإنسان دخل في مواجهة مباشرة مع المسيح. كان الفريسيّون قريبين من العقيدة بعيدين عن الله فلم يتعرّفوا عليه في شخص يسوع، فحذار أن نكون أبناء عقيدة عاجزين عن التعرّف على الله الحاضر في حياة محبّيه وأفعالهم وعيشهم.
~الفكرة الرئيسة ~
يعلّمنا المسيح أن لا نقابل الشرّ بالشرّ وأن لا ندخل في جدل مع أشخاص لا يتوخَّون المعرفة وأن لا نخشى المواجهة لأنّنا إن كنّا في وحدة معه، فإنّه يتولّى بنفسه معركتنا ومعه نخرج منتصرين وإن بدا للعالم بأنّنا مهزومون.
~صلاة ~
نجّني يا ربّ من ردود الفعل التي أحتمي بها لأدفع عنّي هجمات خصومي، فأنت وحدك تدافع عنّي وتلهمني القول والفعل لتحقّق مشيئتك من حولي. آمين.
~قرار اليوم ~
Scripture
About this Plan

هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.
More
Related Plans

Be the Man They Need: Manhood According to the Life of Christ

Growing Your Faith: A Beginner's Journey

Heaven (Part 1)

Made New: Rewriting the Story of Rejection Through God's Truth

Drawing Closer: An Everyday Guide for Lent

Kingdom Parenting

Experiencing Blessing in Transition

Heaven (Part 3)

Hebrews: The Better Way | Video Devotional
