مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~شرح النص ~
قام اليهود بتشييد الهيكل الثاني في عهد ذروبابل بعد أن كان هيكل سليمان قد دُمِّر بالكامل على يد نبوخذنصر الثاني إثر حصار أورشليم سنة 586 ق.م. وقد انتهى تشييد الهيكل الثاني حوالي سنة 515 ق.م. في الموقع نفسه ولحقت به تحسينات هندسيّة عديدة إلى أن دُمّر أيضًا بالكامل على يد الرومان عام 70 م. أقامت كتب العهد القديم الرابط واضحًا بين دمار هيكل سليمان ونقض الشعب اليهوديّ لعهده مع الربّ (إر 7: 1–15؛ حز 8–11). من هنا فإنّ الحديث عن تدمير شاملٍ للهيكل الثاني لا يحمل لغطًا: إنّ رفض يسوع وعدم الاعتراف بتحقّق وعد الله بمخلّص (لو 2: 30–32) سيكون حجر عثرة (لو20: 18) لكلّ من يرفضه. لن يكون تدمير الهيكل فعل انتقام إلهيّ إنّما هو نتيجة جهل اليهود للسلام الذي أعطي لأهل الأرض عن طريق يسوع المسيح (لو 2: 14؛ 19: 38، 42). وإذ يسأل التلاميذ عن العلامة التي تنبئ بهذه الأحداث يشير يسوع إلى أنّ جملة من الاضطهادات ستطال أخصّاءه لأنّهم على اسمه ( آ 12) ممّا يعني بأنّ إصرار اليهود على التنكيل بتبّاع المسيح في غيابه لا بل أيضًا تنكّر الأهلين والأصدقاء لهم ( آ 16) وملاحقتهم حتّى حدود القتل والموت هو ما سيجرّ خراب الهيكل. في لوقا 10 حمّل يسوع سلامه وبشارة الملكوت إلى الاثنين والسبعين ليطوفوا بها المدن وتوعّد المدينة الرافضة لسلام مُرسليه بمصير مُشين فجعل بذلك رفضَ الرسول مِن رفضِ يسوع ورفضَ يسوع مِن رفضِ الله (لو 16: 10) وهذا ما سيجرّ دمار أورشليم؛ فبرفضِها التلاميذ رفضت دعوة يسوع إلى الاحتماء في ظلّ جناحيه (لو 13: 34).
~تأمل في النص ~
قد نتعجّب من التناقض الذي نجده قرابة نهاية إنجيل لوقا بين الوعود السابقة التي حملها مجيء المخلّص والتي بشّرت بالسلام والفرح الدائمَين وبين هذه النبوءات القاتمة التي تُنذِر بالاضطهادات والآلام وفقدان الأمان، فنتساءل حكمًا، هل المسيحيّة وليمة فرحٍ أم بستان أحزان؟ كان تمسّك اليهود بالهيكل وانبهارهم بجمال هندسته التي ألهم بها الله شعبه إسرائيل علامةً على إيمانهم باستقرار العليّ في وسطهم وضمانة لعيشهم الرغيد، فغاب عنهم بأنّ الهيكل البشريّ الذي احتوى الآب بات هو الضمانة الوحيدة للتحرّر من عبوديّة الخطيئة والموت؛ من هنا فإنّ حربهم على يسوع وعلى المبشّرين به من بعده قد جرّدتهم من هذه الضمانة التي بها يختبرون فرح السماء وهم لا يزالون على الأرض. نتذوّق الفرح الذي لا ينزعه منّا أحد
(يو 16: 22) عندما نقتبل دعوة يسوع لنا ودعوة من يبشّر به إلى الإيمان: وعلى عكس ذلك تلتهمنا أسباب الحزن ويلفّنا الدمار يوم تَعمى عيوننا عن حضور الربّ وترفض آذاننا الإصغاء إلى المبشّرين به ونسلّم ذواتنا إلى أخطار هذا العالم دون ستر ولا حماية.
~الفكرة الرئيسة ~
إنّ رفض يسوع هو رفض لبشارة الفرح ورفض للسلام الذي يعطيه والذي لا يوازيه أيّ سلام آخر قد يعطيه العالم (يو 14: 27) وإنّ التبشير بيسوع يُهطل علينا اضّطهاد البعيدين كما القريبين، ولكنّنا بالثبات نقتني ذواتنا فيثبت فينا فرح الخلاص.
~صلاة ~
افتح عينيّ يا ربّ لأرى حضورك وأذنيّ لأصغي إلى كلامك وشفتيّ لأشهد لك على الدوام. آمين.
~قرار اليوم ~
Scripture
About this Plan

هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.
More
Related Plans

I Don't Even Like Women

Uncharted - Navigating the Unknown With a Trusted God

Living by Faith: A Study Into Romans

How Jesus Changed Everything

Mom Friends & Messy Moments: Building Community Through Motherhood Challenges

21 Days of Fasting and Prayer - Heaven Come Down

Connect With God Through Learning | 7-Day Devotional

When It Feels Like Something Is Missing

Filled, Flourishing and Forward
