مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~شرح النص ~

لا يدين يسوع الفريسي، لكنّه يُظهر أنّ موقفه يقوده في طريق مسدود. يكمن نقصه في ظنّه انّه “بار” يأتي إلى الله أكيدًا من ضمانة استحقاقاته الشخصيّة. أمّا العشّار التائب من بعيد، فهو على الطريق الصحيح، طريق الانفتاح على الخلاص الإلهي الذي يؤدّي إلى التبرير.

حفظ الوجيه الغني الوصايا منذ حداثته، لكنّ هذا لا يكفي، فزاد يسوع عليها شيئًا هو أبعد ما يكون عن شروحات تبسّط الصعوبات. ما ينقص هذا الرئيس المتديّن جذريّة على طريقة “المعلم الصالح”: التخلّي الكامل عن كل الماديّات دلالة على الاستعداد الروحي الداخلي التام.

دعا يسوع الأطفال كما دعا تلاميذه والرسل، قبل أن يوجّه الكلام إلى تلاميذه محدِّدًا دورهم: عليهم فتح الطريق أمام “الأولاد” ليأتوا إليه. ففي ممارساتهم الكنسيّة، على التلاميذ الانتباه إلى عدم “منع” الناس من الوصول إلى الربّ بتدابير تنظيميّة يمكن أن تشكّل عائقًا أمام لقاء الناس الشخصيّ بالله. إنّ الله يقبل الأطفال وأمثالهم، ولهم يعطي الملكوت، الله يقبل البشر، والبشر يتجاوبون فيقبلون بعضهم بعضًا كما لو كانوا يقبلون المسيح والآب.

~تأمل في النص ~

لا يكفي الالتزام بفرائض الشريعة لدخول الملكوت، فالمطلوب هو التخلّي عن الكنوز الأرضيّة من أجل كنز سماوي، والتعلّق بيسوع النبيّ. لم يكن الغني ينتظر درسًا عمليًّا من هذا النوع فغرق في حزنه. كان يعلم أنّ القتل أو الزنى أو السرقة... تهدّد الطهارة الروحية فتمنع الإنسان من دخول ملكوت الله، فإذا بالأمر يبدو وكأنه مستحيل، لأنّ الخطر الأهم هو “الغنى” والتعلّق بالخيرات. لكن المستحيل ليس موجودًا إلاّ في قاموس البشر، لأنّ الله لا يريد موت البشر فأوجد لهم “النعمة”.(آ27)

~الفكرة الرئيسة ~

الكلمة الأخيرة في مشروع الله ليست للحزن، لأنّ التوبة متاحة لمن يرغب.

~صلاة ~

أبعد عنا يا رب تجربة الاستغناء عنك والإكتفاء بمنطقنا، واجعلنا نسعى إليك كما الأطفال الى والديهم، منفتحين على تعاليمك وطائعين لإرادتك. آمين.

~قرار اليوم ~