مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~شرح النص ~

قبل إيراد المثل وخوفًا من سوء التفسير، يعطي لوقا المعنى الذي يبغي إيصاله من خلاله والمتمثّل بضرورة الصلاة بإلحاح ودون كلل، وعدم الوقوع بالإحباط والفتور.

هو قاضٍ أبعد ما يكون عن “القداسة والعدالة”، كسول خمول لا يقوم بأيّ عمل لحلّ أمور الناس، ليس عنده اعتبار لإله العهد ووصاياه، ولا احترام يكنّه للبشر.

أمّا في الأرملة وهي رمز الضعف الاجتماعي والاتّكال على الغير. تذهب إلى القاضي مرارًا تطالبه بإنصافها من خصمها فيعطيها حقّها ويجازي خصمها بالعدل، ولكن من دون جدوى. فلم يكن عند القاضي لا النيّة ولا الإرادة لإحقاق الحقّ. وطال الأمر “إلى زمان”. وكأنّ الأزمنة باقية أمام حائط مسدود نتيجة لعدم إرادة الحلّ عند القادر الوحيد.

لكنّ الأمور تنقلب في لحظة واحدة، عندما يقرّر القاضي ذلك! بعد وقت طويل من الرفض، هربًا من إزعاجها وخوفًا مما ينتظره منها مستقبلاً. حكم لها بالعدل ليرتاح من إزعاجها.

~تأمل في النص ~

إن كان دور القاضي هو إحقاق الحق فإنّ له أيضًا أن يعاقب بحسب معايير العدالة. والله القاضي الديّان هو موضوع ثقة سيعطي كلَّ ذي حقّ حقّه. على هذا الأساس يعطي لوقا رجاء للفقراء بأنّ الله الذي سيبسط ملكه لا محالة، لا بدّ وأن يبسط عدالته ويحكم على كلّ ظالم. وما يقارب بين الأرملة والمختارين هو التضرّع، الذي يبدو في الكنيسة كصرخة نجدة يوجّهها المؤمنون إلى الله القاضي القادر على سماعهم وتعزيتهم وإنصافهم تجاه ما يتعرّضون له من ظلم ولا عدالة. هؤلاء لا بدّ أنّهم سيُنصفون. كلّ حياة المسيحيّين تتحوّل إلى صلاة وذبيحة دائمة بصبر وثبات لأنّ الله يتمهّل لكنه لا يُهمل مختاريه، وعند مجيئه سيكون الإنصاف سريعًا. لكنّ المشكلة تبقى في عدم أمانة هؤلاء المختارين، وعدم ثباتهم ومللهم السريع وعدم صبرهم على انتظار مجيء يوم الربّ.

~الفكرة الرئيسة ~

هل سيبقى الإيمان حيًّا حاضرًا عند مجيء الربّ؟

~صلاة ~

أمام الظلم الكبير، أصرخ إليك يا رب باسم كل المظلومين والمتألمين والمهمّشين. بأسمهم أصلّي اليوم، فاسمع يا رب صراخي، واقبل تضرّعي أنت السامع المجيب. آمين.

~قرار اليوم ~