مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~شرح النص ~

سأل الفريسيّون الرسل “متى يأتي ملكوت الله” فصحّح يسوع معلوماتهم. لا أحد يعرف زمن النهاية ومجيء ابن الإنسان وملكوت الله. فالمطلوب من المسيحيّين هو العيش بحسب الإنجيل بالسهر وبنشر البشارة حتى أقاصي الأرض، على رجاء الملكوت الذي يأتي بغتة. الأهم إذًا ليس الترقّب بل الوعي إلى حضور الله وسط شعبه والإيمان به. إنّ مجيء الربّ لن يُخفى على أحد فهو كالبرق يسطع أمام الجميع في الوقت عينه دون أي سابق إنذار، وما أمام المؤمنين سوى السهر والأمانة فلا يفاجئهم حضوره كالسارق. ولكن قبل هذا المجيء المجيد لا بدّ من المرور بالصلب والموت، والمطلوب الحذر، وبإنكار الذات، والتجرّد عن كلّ ما يظنّه حياته. طلبٌ جذري لا قوّة لنا على احتماله إلاّ بقدرة الربّ بالذات! وأمام الخيار الحقّ تنقسم العائلات الأكثر تماسكًا ليكون من اختار الله مع الله، ويبقى من رفضه خارجًا عنه.

~تأمل في النص ~

لا أحد يستطيع أن يقول “هوذا ههنا أو هوذا هناك” لأن الملكوت لن يعطي علامات تحضّر مجيئه لأنه قد أتى وهو هنا منذ الآن. جاء ملكوت الله إلينا بيسوع المسيح ومجيئه يُستكمل ببشارة الرسل فهو إذًا ليس حدثًا رؤيويًا مخيفًا. صحيح أنّ مجيء يسوع بالجسد يختلف عن مجيئه النهائي، لكنّ المجيئين مرتبطان على الرغم من التنازع الموجود بين حضور الملكوت الخفيّ منذ الآن وظهوره التام بالقدرة في نهاية الأزمنة: “ها ملكوت الله داخلكم”. الكنيسة “الآن” مدعوّة إلى الرجاء والصبر والثبات لأنّها “لن ترى”. إنّه زمن ارتفاع العريس، زمن الانفصال لكنّه في الوقت عينه زمن المشاركة العميقة مع القائم من الموت بواسطة كلامه وروحه القدّوس. فحذار من الأنبياء الكذبة الذين يعلنون مجيء ابن الإنسان وحضوره.

حيثما كان المؤمنون في ذلك اليوم فسيطالهم حضور الربّ، فلا سبب يدعوهم بالتالي إلى النظر إلى الوراء لأن ما وراءنا هي الخيرات الماديّة التي نقع في تجربة تفضيلها على الخيرات الأبديّة، والحياة التي يجدر بنا التخلّي عنها للعيش بحسب إرادة الله.

~الفكرة الرئيسة ~

إنّ زمن انتظار ظهور ابن الإنسان هو زمن مسؤوليّة الإنسان، أما يوم المجيء فهو زمن الله، زمن الثواب والعقاب.

~صلاة ~

نحن نعلم يا رب أن نهاية كل إنسان لا بدّ آتية، ونعلم أن وقتها بين يديك وحدك. علّمنا اليوم أن نعمل لما بعد هذه الحياة، فنستحق بأعمال حياتنا فرح الأبدية. آمين.

~قرار اليوم ~