مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~شرح النص ~

إنّ العثرات لا يمكن تفاديها، بسبب الشرّ الموجود في العالم، فهي كالفخّ تُسبّب سقوط من يقع فيها. لكنّ المشكلة الأدهى هي عندما يكون الإنسان سبب سقوطٍ لإنسان آخر. في جماعة المؤمنين يمكن لخطيئة عضوٍ أن تتحوّل إلى وقوع عضو آخر في الخطيئة، فتكون خطيئتهم الثانية أعظم من الأولى. إن خطيئة من أناط به الربّ المسؤولية ليست مفردة، لأنها تتحوّل إلى عثرات، لذلك “الويل له”، فمن الأفضل للجماعة أن تأخذ الحيطة فتتخلّص منه دون رجعة، قبل أن يسقط بسببه العديدون فيكون سببًا لانتشار الهلاك. لكنّ الكلمة الأخيرة في الحياة ليست للخطيئة والعثرات، فالمغفرة متاحة لكلّ من يعي خطيئته ويتوب. فإن كان المطلوب التخلّص من مسبّبي العثرات حمايةً للضعفاء، فيجب أيضًا قبول التائبين في الجماعة دون حدود: “سبع مرّات في اليوم”

~تأمل في النص ~

يتدخّل “الرسل” عند “الربّ” وقد شهدوا بأنّهم أضعف من أن يتحمّلوا مسؤوليّة على هذا القدر من الصعوبة. فكيف يمكن لإنسان مسؤول أن يغفر دون حدود إن لم يكن فيه قوّة إلهيّة. إنّهم بحاجة إلى عضد الربّ، وزيادة الإيمان، والثقة بقدرته فيهم: “زد إيماننا”. لكنّ جواب الربّ لهم أنّ الإيمان ليس كميّة بل علاقة شخصيّة تنمو بقدر ما تُعاش. إيمان بمقدار الحبّة الصغيرة قادر على تحقيق المستحيل، واقتلاع شجرة الجمّيز المشهورة باستحالة اقتلاعها. فالمطلوب إذًا ليس زيادة الإيمان بل إيمان حيّ فاعل، لأنّ الإيمان هو الدخول في عالم الله حيث كلّ شيء مستطاع. فإن كان إيمانكم حيّ بالطاعة لله (رو 1:5) فإنه يُطاع: “تقولون... فتطيعكم”.

~الفكرة الرئيسة ~

نقول إننا مؤمنون لكنّ إيماننا عاجز عن اقتلاع أيّ شجرة سوء فهلاّ فكّرنا بنوعيّة هذا الإيمان؟

~صلاة ~

أصعب ما في الحياة هو المغفرة. نحن ضعفاء يا رب، غير قادرون على نسيان الإساءات المتكرّرة، فأعطنا يا رب قوّة الايمان لنقدر على اقتلاع هذا الضعف من قلوبنا بقدرة روحك القدّوس. آمين.

~قرار اليوم ~