مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~شرح النص ~

شكّل هذا المثل عبر التاريخ مشكلة حقيقيّة أمام شرّاح العهد الجديد: كيف يمكن “للسيّد” أن “يمدح وكيل الظلم”؟ في حديثه إلى تلاميذه، يعطي يسوع مثل وكيل يقول إنّه “خائن” لأنّه بذّر أمواله. لكنّ المقصود من خلال حديث يسوع لا يتعلّق بهذه الناحية من شخصيّة هذا الوكيل، بل بفطنته أمام حراجة الموقف وعدم توفّر الوقت. المقصود من المثل هو الدعوة إلى العمل بديناميكيّة وذكاء في إدارة الملكوت. إنّ الفطنة الحقّة تقوم في توزيع الأملاك، واختيار الإله الحقيقي: الله وليس المال. ويأتي شرح المثل في الآيات 10–18 للتأكيد أن الأمانة واحدة إن في القليل أو في الكثير، والظلم واحد في تطبيقة وعيشه. لا ننسى أنّ يسوع في المثل كما في شرحه يتوجّه إلى تلاميذه، وكأنّ في كلامه توجيه إلى المسؤولين عن الكنائس المحليّة أيام القديس لوقا.

~تأمل في النص ~

هذا الخائن هو “ابن هذا الدهر” يتعامل بوسائل “هذا الدهر” ليقبله “أبناء هذا الدهر”. في هذا الإطار مدح السيّد “وكيل الظلم”، لأنّه تصرّف بذكاء أبناء دهره وبحسب شرائعهم وأهدافهم، أي كلٌ بحسب مصالحه الشخصيّة، أمّا التعامل في “جيل أبناء النور” فالأمر مختلف. فالمال في الحقيقة هو “للغير”، وليس من طبيعة الإنسان، وبالتالي يجب معرفة كيفيّة التجرد منه والتخلّي عنه للتعلّق بالحقّ، أي بهويّتنا كأولاد لله لأنها الحقيقة الوحيدة، وهو “ما هو لنا”، فمن تعلّق بالمال صار المال سيّده ولم يعد بالتالي قادرًا على خدمة ربّه.

~الفكرة الرئيسة ~

تقوم خدمة الله على الأمانة “في القليل” وفي كل مجالات الحياة الاقتصاديّة والعلائقيّة.

~صلاة ~

يا يسوع عالمنا اليوم، كما عالمك بالأمس، يمجّد الأذكياء الذين يعرفون كيف يحقّقون مصالحهم الشخصيّة. علّمنا أن الذكي هو من يعرف أن مصلحته الحقيقية هي في تأمين أبديّته. آمين.

~قرار اليوم ~