مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~شرح النص ~

في مواجهة تذمّر “الأبرار” من وجود “الخطأة” بينهم (آآ 1–2)، يضع يسوع كلَّ متذمّر في موقف الراعي المسؤول تاركًا له الجواب عن السؤال التالي: هل يجدر به ترك الكل من أجل واحد؟ ويأتي بحث المرأة عن الدرهم ليؤكّد ما قام به الرجل في بحثه عن الخروف (آآ 3–10)، فيحقّق الجميع في الكنيسة، مشروع الله الخلاصي. ويأتي مثل الابن الضال، لا بل الابنين الضالّين ليكمّل الفكرة ويحمل إضافة الى ذلك العقائد المسيحيّة الكبرى: الخطيئة والمغفرة؛ السقوط والنعمة؛ الحريّة والطاعة لله؛ أهميّة العائلة؛ التاريخ المقدّس المتجذّر في تاريخ البشريّة على الأرض إلخ. المثل أكثر من قصة ابنٍ ضال، إنّه بالأحرى قصّة شعب منقسم وضال، وقصة أبٍ يمتلك أحشاء أمٍّ ترحم وتشجّع وتغفر وتنتظر.

~تأمل في النص ~

أمام خطر الضياع والهلاك، والمعاناة راعينا الربّ الإله يترك انشغالاته فيبدأ مسيرة البحث عن الضال “حتى يجده”، فيضعه “على منكبيه” بكل ثقله وقذارته ليعيده إلى “البيت” ويقيم العيد.

تمّم الابن الأصغر مشروع توبته “فقام وجاء إلى أبيه”، فأعاده إلى “كرامة الابن”. أما الابن الأكبر الذي يعمل في حقل الأب، وهو صورة “الأبرار” الذين يظنّون أنهم “ما عصوا لله أمرًا”، فنراه يتّهم أباه وأخاه. ولكن، هل طلب مرة جديًا من أبيه ولم يعطه؟ وكيف عرف أنّ أخاه قد بذّر الأموال مع “البغايا”؟ فهو لم يكلّمه قط! تكلّم الأب معه أكثر بكثير ممّا فعل مع أخيه، وحاول طويلاً إقناعه. ولكن هل سيصل إلى نتيجة؟ هل سيدخل قاعة العيد؟ يبقى السؤال مطروحًا، بانتظار جواب القرّاء في كلّ زمان ومكان.

~الفكرة الرئيسة ~

أطاع الابن الأكبر وصايا أبيه، فظنّ أنّ الخلاص أصبح حقًّا مكتسبًا له. وعاد الابن الأصغر إلى أبيه مدفوعًا بالحاجة، وليس بدافع توبة عميقة، فبقي الإثنان بعيدينِ عن معرفة محبة الآب العميقة.

~صلاة ~

كل يوم نختبر ما عاشه الابن الأصغر، فنبتعد عن الآب، وكل يوم نختبر ما عاشه الابن الأكبر فنظنّ أننا أبرار لأننا نطبّق الوصايا... إجعلنا يا الله أبانا أن نعرف عمق خطيئتنا فنتوب إليك، وأن نعرف جهلنا لمحبتك فنسعى الى الاتحاد بك وبإخوتنا وأخواتنا لنكون عائلة بيت الله. آمين.

~قرار اليوم ~