مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~شرح النص ~

يوضح يسوع لمن “يسيرون معه” الشروط الضروريّة لنجاح المسيرة، وأوّلها وضع حدّ للعلاقة مع الماضي. فلا يمكن لمن يتبع يسوع أن يكون ذا قلبٍ منقسم لأنّه لا يمكنه أن يخدم سيّدين في الوقت عينه، فلا بدّ له إذًا أن يختار فيعرف أن يتخلّى. أمام تركه التامّ للماضي، وأمام مستقبله الذي لا يعرف عنه شيئًا، لا بدّ لمن يملك بعض الحكمة من أن يفكّر قبل الالتزام، وكأنه يريد بناء برج؛ فإن كان حكيمًا واعيًا لا بدّ له من حساب النفقات والخرائط ومراحل البناء وتنسيق العمل قبل البدء به. فإن بدأ ولم يستطع إكمال العمل سيكون سخريّة المجتمع، ويكون قد خسر مشروعه إضافة إلى خسارته لكرامته. من هنا أهميّة أخذ الوقت مسبقًا للتفكير.

~تأمل في النص ~

منطق يسوع هو منطق الكتاب المقدّس الذي يضع محبّة الله فوق كل شيء، فالبغض الذي يطلبه يسوع ليس بغض الأشخاص، بل رفض المنطق الذي يغلق الإنسان على عائلته وعلى ذاته، فلا يستطيع بذلك أن ينفتح على شموليّة يسوع ومنطقه. إنه ألم الصليب الضروري الذي لا بدّ للتلميذ من المرور به للوصول إلى فرح القيامة. جذريّة في الانفصال عن كل العلاقات الحميمة التي تكبّل الطاعة الكاملة للرب، وحمل الصليب والسير وراءه نحو الألم والموت. هي مسيرة حرب وصراع ضدّ قوى الشرّ، حرب يمكن أن تكون هجوميّة “ذهب لمقاتلة”، أو دفاعيّة “يلاقي”، لكنّها في كل الأحوال بحاجة إلى دراسة أوليّة قبل الانخراط بها، وإلى تشاور وتفاكر في أثنائها... على من يريد السير مع يسوع لمواجهة أعداء الله أن يتمتّع بالحكمة... مع التخلّص من وهم الاعتماد على سلطة المال المناوئة لسلطة الله، لأنها تجعل الناس تثق بها باطلاً. هؤلاء التلاميذ هم الملح الجيد، ولكن إن تراجعوا عمّا اختاروه فهم هالكون. ولكن هل يمكن للملح أن يفسد؟

~الفكرة الرئيسة ~

على قرار المسيحيّين أن يكون واعيًا وثابتًا، ليكون على مستوى ثقة معلّمهم بهم.

~صلاة ~

اعتمدنا بموتك وقيامتك يا رب فصرنا لك وقرّرنا أن نحيا حياتك لنقوم معك الى أبديّتك.علّمنا أن لا شيء ولا أحد يستحق أن نتبعه بعيدًا عنك، وفهّمنا كيف نكون حكماء في خيارات حياتنا فيكون الانجيل هو المبدأ والمسار. آمين.

~قرار اليوم ~