مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~شرح النص ~

ما هو عدد الذين يخلصون؟ كان هذا السؤال يشغل البال أيام يسوع، كما هو الحال اليوم في الأوساط المتديّنة، فكان كل متديّن يسعى لمعرفة إن كان من عداد هؤلاء المخلّصين، والاطمئنان إلى فرصته في ذلك. وللمفارقة يؤكّد يسوع مخاوف الرجل فيجيب، بطريقة غير مباشرة: إنّ عدد المخلّصين قليل في مقابل كثرة عدد العاجزين من دخول الملكوت، وبالتالي أنّ الخطر جدّي وكبير. إذًا “اجتهدوا”. وللوصول إلى هذا الهدف لا يكفي الإنسان أن يتمتّع بالنوايا الحسنة وإرادة الخلاص، لأنّ المطلوب هو الاجتهاد اليوميّ في عيش القناعات.

والعنصر الأهم هو الوقت: “بعد ما يكون رب البيت قد قام وأغلق الباب، ابتدأتم تقفون...” والمقصود معاصري يسوع الذين سمعوه دون أن يتّخذوا قرارهم ليكونوا من تلاميذه، يعلنون “أكلنا قدّامك وشربنا”، وليس “أكلنا معك وشربنا”. سمعوا تعليمه، لكنّهم لم يقبلوا رسالته ليتحوّلوا إلى معيّته ولم “يجاهدوا” للدخول إلى عمق معناه. إنّهم صورة كلّ من يرفض تعليم المسيح، يرفضهم الربّ ويتبع رفضه بعبارة مستوحاة من العهد القديم يطرحهم فيها خارجًا: “أبعدوا عني يا جميع فاعلي الإثم”.

~تأمل في النص ~

إن الخلاص هو من نصيب الذين يقبلون إرادة الله ويثبتون في صراعهم وصلاتهم إلى النهاية. فالحياة المسيحيّة هي حياة “صراع” واجتهاد، إنها امتحان دائم للدخول من “الباب الضيّق”.

حاول المبعَدون كلَّ ما في وسعهم ولم يستطيعوا الدخول، فوقفوا عند الباب الضيّق “يبكون ويصرّون بأسنانهم”، غضبًا من تأخّرهم، وتحسّرًا على ضياع الوقت وانقطاع الأمل. أمام هذا الباب المغلق يبقى باستطاعة هؤلاء رفع أعينهم ورؤية مجد الأنبياء والقدّيسين وقد انضمّ إليهم بشرٌ من أربعة أقطار العالم. إنّ من يظنّون أنّ الخلاص حقٌ مكتسب لهم مخطئون جدًا، لأنّ من لم يأخذ قراره الحاسم باتّباع يسوع المسيح، بالتوبة والالتزام بتعاليمه سيطرح خارج ملكوته إلى الأبد. إنّه الخطر الذي يتهدّدنا جميعًا، نحن الذين نعرف الإنجيل دون أن نطبّق تعاليمه في حياتنا.

~الفكرة الرئيسة ~

إنّ ملكوت الله يختلف عمّا نظنّ، فلننفتح على مفاجآت الله ولنحضّر ذواتنا لنكون مستعدّين لجديده الخلاصي.

~صلاة ~

ربي يسوع، ساعدني اليوم أن أميّز طريقك في حياتي، وأسير بهدي كلمتك مهما صعبت الدرب. قوّني لأكمل التقدّم فيكون لي نصيب الداخلين بابك إلى الآب. آمين.

~قرار اليوم ~