مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

يشكّل النصّ أعلاه الحجّة المباشرة لهجوم داود وجيشه على بني عمّون (10: 6 – 14). نستشفّ في الآية الثانية نوايا داود الحسنة بأن يبادل الملك حنون حسن معاملة والده له، ولذلك أرسل إليه وفدًا بغية تعزيته بوفاة أبيه، الذي يرجّح أن يكون داود، قد سعى إلى إقامة عهد معه، قبل أن يعتلي العرش، لأنّ العمّونيّين كانوا خصومًا لشاول
(1صم 11). و???لكنّ زعماء بني عمّون زرعوا الشكّ لدى ملكهم في ما يخصّ دوافع المرسَلين من قِبَل داود. أمّا الطريقة التي لجأ إليها حنون بحلق أنصاف لحاهم فكانت مُذلّة شديدة، لأنّ اللّحية كانت آنذاك علامة النضج والفخر للرجال. ولمـّا تنامى الخبر إلى داود، طلب منهم أن يمكثوا في أريحا ريثما تنبت لحاهم فيقيهم من الخجل الذي اعتراهم.

~ تأمل في النص ~

نتأمّل بالشرّ الذي يبدأ كحبّة صغيرة ثم تكبر ويعظم حجمها لتصبح كرة ثلج ضخمة، تتدحرج على مَن كان السبب الرئيسيّ بـها وتتسبّب بأضرار بليغة، إن على المعتدي أو على المعتدَى عليه، كما سنرى في الآيات التي تتبع مباشرة هذا النصّ.

~ الفكرة الرئيسة ~

يدور النصّ حول المخاطر الناتجة عن نسج الأفكار السّيئة غير المبنيّة على وقائع ملموسة، والتي بإمكانها أن تؤدّي إلى استدراج شعبَين إلى الحرب، وهدر دماء بشكل هائل، لا بل إلى إبادة شعب بأسره، تمامًا كما جرى بالنسبة لزعماء بني عمّون وما ألحقوه من هزيمة ساحقة لشعبهم، ليس هم فقط، بل أيضًا للآراميّين الذين تحالفوا معهم ليصدّوا هجوم جيش داود.

~ صلاة ~

في كلّ مرّة نرتاب فيها من نوايا الآخرين ومن تصرّفهم الخاطئ، هبنا يا ربّ نعمة الصبر لنتيقّن بدقّة من صحّة ما يُقلقنا. وإذا حصل أن أسأنا إلى غيرنا، أعطنا يا ربّ شجاعة الاعتراف بالخطأ والاعتذار ممّن أسأنا إليه.

~ قرار اليوم ~