مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

بعد أن كان ناثان قد بدا في الآية 3 وكأنّه مستشار الملك أو صديقه، ها هو يظهر، في الرؤيا الّتي حصل عليها ليلاً، كنبّي مكلَّف حسب الأصول. في مرحلة أولى، يذكّره الربّ أنّه لم يكن قط بحاجة إلى بيت ثابت كالذي يودّ داود أن يبنيه له، بل لطالما رضيَ بأن يكون متنقّلاً مع شعبه منذ أن أخرجهم من مصر (آ آ 4 – 7)، ثم يعيده بالذاكرة إلى كلّ النِعَم التي خصّ بـها داود شخصيًّا، كاختياره له ليكون رئيسًا على شعبه، ومرافقته له ونصرته على أعدائه (آ آ 8 – 9). في مرحلة ثانية، ينتقل من الماضي إلى الوعود المستقبليّة، فيعطي ناثان نبوءة تتعلّق بداود، بحيث سيقيم له اسمًا عظيمًا، نسلاً ثابتًا، ومَن سيأتي من نسله سيبني بيتًا للربّ (آ آ 11 – 13)، وأخيرًا ستدوم مملكة مَن يخلفه مدى الدهر (آ آ 14 – 16).

~ تأمل في النص ~

رائع هو وعد الله لداود، لأنّه طويل الأمد، لا بل فهو ثابت على الدوام، وسيكون راسخًا إلى الأبد. ولكن، إذا تأمّلنا بالواقع التاريخيّ، فإنّ مملكة داود قد زالت، وعلى منوالها ستزول جميع ممالك الأرض. وحدها مملكة يسوع المسيح، إبن داود، هي التي لن يكون لها إنقضاء (لو 1: 33)، لأنّه افتداها بدمه الكريم.

~ الفكرة الرئيسة ~

يبدو هذا الفصل معقّدًا نتيجة تشابك موضوعَين: الهيكل والسلالة. فالنصّ الأصليّ في اللّغة العبريّة يستعمل مفردة واحدة، أيّ “بيت”: في حين أنّ الربّ يأبى أن يبني داود له “بيتًا” (آ آ 5 – 6)، يؤكّد له أنّه بالحريّ هو الذي يبني لدواد “بيتًا” (آ 11).

~ صلاة ~

نشكرك يا ربّ لأنّك ترضى بأن تسكن في معابد من صنع البشر، لا بل في قلوب بني البشر، بالرغم من أنّ “السماوات وسماوات السماوات لا تتّسع لك” (١مل 8: 27)، فيا لعظم تصاغرك واتّضاعك يا إلهنا القدير.

~ قرار اليوم ~