مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

تأتي هذه الآيات في سياق الفصل السابق حيث تمّ إصعاد تابوت العهد إلى أورشليم. يُقيم داود المقارنة بينه وبين تابوت العهد، فيرى التفاوت الشاسع بينهما، إذ يسكن هو في قصر من أرز، في حين أنّ تابوت العهد يقيم في خيمة. بالنسبة إلى القصر الذي يسكنه الملك داود، ربّما نجد فيه تسبيقًا للقصر الذي سيبنيه إبنه سليمان والذي سيستغرق بناؤه ثلاث عشرة سنة
(١مل 7)، أمّا المقصود به هنا فهو التلميح إلى عظمة داود التي كانت تزداد، لدرجة أنّه أصبح على مثال حيرام ملك صور الذي أرسل وفدًا إلى داود وأخشاب أرز ونجّارين ونحّاتين فبنوا له قصرًا (2صم 5: 11). أن يكون لداود قصر، يعني أنّه راح يتماثل مع الملوك الشرقيّين في الجاه والعظمة، ولكن سرعان ما يتمايز مُلكه عن سائر الملوك بوجود النبيّ الذي سيسهر على إبلاغه إرادة الله لئلّا تُزيغ أبّـهة الحكم قلبه فيتفرّد بأرائه وقراراته بعيدًا عن إلهه. وعليه، يدخل النبيّ ناثان فجأة على المسرح، دون أن نعرف من أين أتى. يبوح الملك داود ما في قلبه له، بحيث يبدو هنا بالحريّ كمستشار له، يشجّعه على تحقيق ما يجول في فكره.

~ تأمل في النص ~

إذا كان الملوك يرصّعون قصورهم بخشب أرز لبنان، “ملك الغاب”، وقد تجاوزت شهرته بابل شرقًا ومصر وإسبانيا غربًا، لا بل إستُعمل لبناء المعابد التي تليق بالألوهة، فما ترانا اليوم نعمل لتشييد هيكل الله، بأيّ مواد نرصّعه؟ لنذكر دائمًا ما قاله بولس الرسول: “أَلا تَعرفونَ أَنَّكُم هَيكَلُ الله، وأَنَّ رُوحَ اللهِ ساكنٌ فيكم؟... لأَنَّ هَيكَلَ اللهِ مُقدَّس، وهو أَنتُم”
(1كور 3: 16 – 17).

~ الفكرة الرئيسة ~

بعد أن سعى داود إلى تحويل أورشليم إلى مدينة دينيّة من خلال تثبيت تابوت العهد فيها، ها هو يخطّط إلى إنشاء بناء يليق بتابوت العهد وما يحمله من معانٍ ورموز إلهيّة.

~ صلاة ~

في حياتنا على هذه الأرض، نُـهرق أحيانًا سنيّ حياتنا لبناء بيت جميل نتباهى به، فأعطنا يا ربّ أن نتنبّه إلى تشييد هيكل يليق بكَ، حيث يحلو لك أن تسكن وترتاح، هيكل تكون فيه أنت السيّد على حياتنا.

~ قرار اليوم ~