مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

ما إن انتصر يفتاح في حربه على العمونيين وردَّ الظلم عن شعبه حتى تصدى له أهل أفرايم وهددوه بالحرب لأنهم اتهموه أنه لم يشركهم في الحرب ضد العمونيين، وبالتالي لم ينالوا شرف النصر – لكنهم استفادوا منه بالتأكيد – خاصة وأنهم يعتبرون أن الجلعاديين (شعب يفتاح) جزءًا من الأفرايميين. فرد عليهم يفتاح بأنه دعاهم للمشاركة ولكنهم لم يُلبوا الطلب. ونفذ أهل أفرايم تهديدهم، فحاربوا يفتاح لكنه هزمهم. إن ما دفع أهل أفرايم إلى هذه الحرب هي الغيرة، فالجلعاديون جماعة صغيرة من أفرايم، وها هم قد حققوا انتصارًا كبيرًا. بالإضافة إلى خوفهم على خسارة مركز الصدارة، كونهم قبيلة كبيرة ولها تاريخ عريق وامتيازات. وبدل أن ينضموا إلى جماعة منهم لكي يحتفلوا بالنصر معهم، دفعتهم الغيرة منهم إلى محاولة تدميرهم وبالتالي تدمير وحدة القبائل كلها. هذه هي حقيقة البشر بالأمس، واليوم، وستبقى في المستقبل.

~ تأمل في النص ~

الغيرة والحسد قوة تدمير تدمّر أولاً صاحبها. عند نجاح قريبنا تنهض “الأنا” فينا وتطالب بهذا النجاح لنفسها، والآخر لا يستحق إلاّ الفشل، هكذا تقول “الأنا”. “الأنا” في كل إنسان تريد كل المكاسب والنجاحات لنفسها، وتفرح في نزول المصائب على الآخرين. “الأنا” هي في أصل التكبر. كل عمل ناجح يثير روح العداوة والبغض في قلوب الحُسّاد والغيورين، والتصدي لهؤلاء جزء من عملية النجاح نفسها. ذكر المسيح الغيرة والحسد وأمور أخرى مركزها قلب الإنسان، تخرج من هناك وتنجس الإنسان بكليته (مت 15: 10 – 20). أما القلب المتبتِّل بتعاليم المسيح، فيدفع بصاحبه مشاركة الناجحين أفراحهم والاقتداء بهم لتحقيق نجاحات.

~ الفكرة الرئيسة ~

العمل الناجح يُثير روح العداوة والبغض في قلوب الحُسّاد والغيورين. أما هؤلاء فهم يدمرون أنفسهم قبل أن يدمروا الناجحين.

~ صلاة ~

إلهي! ساعدني لأنتصر على روح الغيرة والحسد، فلا تصيبني قوتهما التدميرية. وعلّمني كيف أشارك أخي الناحج فرحته.

~ قرار اليوم ~