مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

أحب شمشون، نذير الربّ، فتاة من الفلسطيين (ليس الفلسطينيين) غير المختونين (أي الوثنيين)، من قرية تُدعى تمنة (اليوم خربة تبنة). وكان الشعبان في حالة عداء، فالفلسطيون يسيطرون على أراضي الدانيين – الذين منهم شمشون – ويستعبدونهم. يجب عدم وضع القصة في قالب عنصري. إحتج أباه وأمه على الأمر لكن أمام إصراره عليها وافقا وذهبت العائلة إلى تمنة لإتمام الزواج. بعد السبي (سنة 586 ق.م.) صار الختان علامة العهد مع الله. فغير المختون هو خارج “العهد”. وأيضًا بعد السبي صار التشديد على وجوب انفصال شعب الله عن “غير المختونين” الوثنيين. يقول الكاتب بأن هذا “كان من تدبير الربّ”. نحن أمام فكر ديني كان سائدًا في ذلك الوقت: لا يحدث شيء على الأرض بين الناس إلاّ بتدبير الله؛ الله موجّه التاريخ. إن موضوع الحرية الفردية والمسؤولية الشخصية جاء متأخرًا في تاريخ العهد القديم.

~ تأمل في النص ~

الزواج حالة انصهار وامتزاج ووحدة بين رجل وامرأة. لا يفقد كل منهما هويته الشخصية بل يتفقان على الأهداف العامة في الحياة ومسار العائلة وتربية الأولاد. لذلك، من المفضل أن يكون الطرفان من البيئة نفسها لكي يتفقا على الحد الأدنى من الأهداف. يتكلم النص عن زواج شخص نذير للرب ومكرس لخدمته من فتاة مسيرتها تعاكس جدًا هذا الاتجاه. عاطفته تغلّبت على عقله وفكره الروحي، وعلى الرغم من معارضة والديه لهذا الزواج ذهب به قدمًا. لا يمكن أن يكون هذا بتدبير الربّ، كما يقول النص، بل يستخدم الله كل أمر في حياة أولاده، حتى الأخطاء، ليخرج بنتائج تنسجم مع خطته لحياتهم. حتى الوضع الخطأ الذي نُدخل أنفسنا فيه بسبب ضعفنا، إذا أدخلنا الربّ عليه، فهو قادر أن يصحح المسيرة ويخرج منه بركة.

~ الفكرة الرئيسة ~

الزواج حالة انصهار روحي، التكافؤ بين طرفي الزواج ضروري. وإن خطا المؤمن خطوة ناقصة في هذا المجال وأدخل الربّ على الوضع، فالربّ يصحح المسيرة.

~ صلاة ~

إلهي! أدعوك لكي تدخل على كل أوضاع حياتي الضعيفة وتصحح مسيرة حياتي.

~ قرار اليوم ~