مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

ها إن يسوع الجليليّ يمثل أمام هيرودس انتيبا ابن الملك هيرودس الكبير، الذي كان يطرح الكثير من التساؤلات حول يسوع، منذ أن قتل يوحنا المعمدان. كان يرغب بشدّة في أن يراه (آ 9)، لكنّه كان يرغب أيضًا في قتله (لو 13: 31)؛ فرح بوصول يسوع إليه وتمنّى أن يراه يقوم بآية أمامه. أراد أن يجعل من يسوع وسيلة لهو، على مثال المهرّجين الموظّفين عنده لتسلية الحاشية، لكنّ يسوع بقي صامتًا دون كلام ولا أعمال (لو 9: 9).

اعترف هيرودس ضمنًا ببراءة يسوع، فخاف رؤساء اليهود وقاموا “يتّهمونه ويشدّدون عليه التهم” (آ 10)، دون أي إثبات.

~ تأمل في النص ~

أمام هيرودس، كما أمام بيلاطس، ظهر يسوع غريبًا أكثر منه ثائرًا خطيرًا، فاعتبره الاثنان حالمًا يحيا خارج العالم الماديّ. ظنّ هيرودس أنّه يسخر منه عندما ألبسه ثوب الملك البرّاق! ولم يكن غبيًّا، بل فهم ما يرمي إليه بيلاطس، ولم يكن مستعدًا لسجن نبيّ في القلعة فما كان منه، وهو المتعامل مع الرومان، إلاّ أن أعاده إلى بيلاطس، ليحكم بذاته في هذا الأمر المزعج. استعمل الاثنان يسوع في لعبة رؤساء هذا العالم السياسيّة، وأدّى تبادل اللطف والاحترام بينهما إلى تصالحهما.

بعد مشهد مثول يسوع أمام هيرودس تعود الأحداث في الآية 11 إلى ما كانت عليه في البدء (آ 5)، فنرى يسوع من جديد بين يدي بيلاطس المتردِّد الذي لا يعرف كيف يتصرّف.

~ الفكرة الرئيسة ~

بسبب موت يسوع الخلاصي تصالح اليهود والأمم.

~ صلاة ~

حكموا عليك يا ربنا وهم واعون أنك البريء الذي ما ارتكب إثمًا.

حكموا عليك لأنهم خافوا أن تفضح براءتك آثامهم وفسادهم.

ولا يزال الفاسدون يحكمون العالم اليوم، ويسيّرونه بحسب مصالحهم الخاصة.

إرحم يا رب شعبك، وضع في قلوب البشر نعمة التوبة الى الحقيقة، فيعمّ السلام الأرض. آمين.

~ قرار اليوم ~