مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

“أخذوه” فتمّموا الحكم الصادر، و”ساقوه” من بستان الزيتون إلى بيت رئيس الكهنة. أمّا بطرس التلميذ الذي قبل الدعوة منذ البدء “فترك كل شيء وتبعه”... عن بعد”، لأن الموقف صعب يبعث على الخوف!

في الوقت الذي لم يتوانَ يسوع عن مواجهة أكبر سلطة، نرى بطرس خائفًا تزعزعه أولاً “امرأة جارية”، تفرّست مرة ثانية فيه قائلة: “هذا الرجل كان مع يسوع” (آ 56)، ثم كلّمه رجل آخر قائلاً “وأنت منهم” (آ 58)، وأخيرًا كشفوا هويّته الجليليّة، فقال رجل ثالث “وهذا حقًا كان معه، لأنه من الجليل” (آ 59)، كانت كلمة “جليلي” أيام يسوع وكأنها اتهام بالانتماء إلى جماعة الغيورين المتمرّدين على السلطة القائمة، فخاف بطرس! كان قد أكّد في أثناء العشاء الأخير: “أذهب معك” (لو 22: 33)، أما الآن فيؤكد ثلاث مرات: “لا أعرفه”، “لا أتبعه”، “لا أفهم ما تقول”. وكأنّه لا يريد أن يكون له أيّ رابط بيسوع (آ 57)، أو بتلاميذه (آ 58)، أو بما يمتّ إليه بصلة (آ 60). صاح الديك كما قال يسوع، والتقى نظر بطرس بنظر الربّ فعرف أنّه حصل على الغفران... وبكى.

~ تأمل في النص ~

بدلاً من تركيزه على مصيره وحالته الصعبة، كان نظر يسوع واهتمامه ينصبّان على مصير تلميذه وحالته المتزعزعة. التفت الربّ إلى بطرس فالتفت بطرس أيضًا إلى ربّه و”تذكّر كلام الربّ”. التفاتة بطرس الجسديّة هي في الوقت عينه عودة روحيّة، إنّها توبة إلى الربّ جعلت منه “مثال المؤمن”. ومع دموعه المرّة وتوبته، “خرج” من خطيئته نحو الغفران والحياة الجديدة.

~ الفكرة الرئيسة ~

كشاة سيق إلى الذبح ولم يفتح فاه

~ صلاة ~

أمام عظمة محبتك يا رب، أدرك اليوم كم أن خطاياي عظيمة.

وأمام نظرة الرحمة التي تلقيها عليّ، أعود الى داخلي وأعرف مقدار صغري وضعتي،

إرحمني اليوم يا رب، واغسل خطاياي بنعمة بكائي عليها أمامك،

واجعلني أنطلق من جديد، على خطاك في طريق الشهادة للحق، وخدمة المحبة. آمين.

~ قرار اليوم ~