مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

يعطي القديس لوقا النصّ الأطول لعشاء الفصح الأهميّة بين النصوص الإزائية، ويتميّز عن التقليد الذي ينقله مرقس ومتّى (مر 14: 12 – 35؛ مت 26: 17 – 29)، فيما يقترب أكثر من التقليد الذي يتبعه القديس بولس في الرسالة الأولى إلى كورنتس (لو 11: 23 – 26).

لا يشرح يسوع لماذا “اشتهى” أن يأكل الفصح مع تلاميذه، لكنّ السبب الواضح هو أنّه العيد الأخير معهم. يكرِّر مرّتين أنه “لن يأكل... ولن يشرب” لأنه سيكون غائبًا (آ آ 16 و 18). في كل الأحوال، وعلى الرغم من أهميّة هذا العيد فإنّه لن يكتمل إلاّ في الملكوت

(آ 16). فمع أنّه تتميم لإرادة الله، فإنه يبقى رمزًا يدلّ على حقيقة أبعد من المحسوس، هي حقيقة المشاركة التامّة في ملكوت السماوات.

~ تأمل في النص ~

ين الإشارتين إلى المستقبل الموعود، يقوم يسوع بعمل نبويّ، يأخذ الكأس ويشاركهم فيها، يرفقه بوصيّة: إنّ ما يفعله الآن عليهم أن يقوموا به منذ الآن وحتى مجيء الملكوت، فيكون انتظارهم لنهاية الأزمنة تذكارًا لموت الربّ ورجاءً بالفرح الآتي. وفي صلاة يسوع دلالة واضحة على أنّ احتفال “الشكران” في اليونانيّة “euvcaristh, saj” كان قد تحوّل أيام لوقا إلى ليتورجيّا كنسيّة.

كان المسيحيّون أيام يسوع على قناعة تامة بأنهم يشكّلون شعب نهاية الأزمنة، وبأن نبوءة إرميا 31 عن “العهد الجديد” تعنيهم هم بالذات، وعليه فقد فهموا موت يسوع على أنه ذبيحة تكفير (آ 19) وذبيحة عهد. وفهموا بالتالي أنّهم ليسوا مجرَّد شهود على عهد قديم بل مشاركين في عهد جديد، يُرمز إليه بالكأس وقد أرادها يسوع كأس دمه، وقد تحوّلت إلى كأس شراكة التلاميذ بعضهم مع بعض، وشراكتهم مع يسوع على أساس عهد جديد مع الربّ في مسيرتهم نحو مائدة الملكوت.

~ الفكرة الرئيسة ~

العبور من الصليب إلى القيامة يجعل من الشهود شركاء في عمل الخلاص.

~ صلاة ~

يا من جعل من موته وقيامته علامة لعهد جديد أبديّ أراده مع الناس، نصلّي اليوم لأجل كل من كسر عهد الحب بينه وبين الله، فابتعد عن الحياة والفرح، ولأجل كل من يكسر كل يوم عهود حبه في العائلة جاعلاً منها أماكن خوف قلق، إفتح يا رب عقولنا لنعرفك أكثر، وقلوبنا فنتعلّم المحبة. آمين.

~ قرار اليوم ~